الثلاثاء، ٢٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٧ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة

حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة
الخميس ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٨ - ٢١:١٨ م
13

السؤال:
أنتم تعلمون أحوال أهل مصر، وتعلمون أن الأمر قد يتطلب التوفير لسنوات ليتمكن المرء من القيام بعمرة واحدة، فإذا هيأ لي الله المال اللازم للسفر للعمرة، فهل يجوز أن أعتمر لنفسي، ثم لأمي وأبي -رحمه الله- في نفس الرحلة، أم يتطلب الأمر سفر لكل عمرة، كما قرأت في العديد من الفتاوى؟ وهل هناك مدة محددة تُراعى بيْن العمرة والعمرة؟

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإذا كان والداك قد توفيا أو في حالة صحية لا يمكنهما معها الانتقال والسفر؛ جاز لك الاعتمار عنهما في نفس الرحلة، ولا دليل على المنع من العمرة في السفرة الواحدة، بل قد اعتمرتْ عائشة -رضي الله عنها- بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من التنعيم، وبين انقضاء عمرتها الأولى التي كانت مع حجها -حيث كانت قارنة- وبين هذه العمرة من التنعيم ثلاثة أيام، ولو كانت بدعة لما أذن لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن قال لها -عليه الصلاة والسلام-: (إنّ لَكَ مِنَ الأَجْرِ على قَدْرِ نَصَبِكَ ونَفَقَتِكَ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني، وأصل الحديث في الصحيحين)، وظاهر الحديث أن أخاها عبد الرحمن كان يعتمر معها أيضًا خلافًا لمن يقول مِن المشايخ إنه لم يعتمر، ففي رواية البخاري: (ثُمَّ افْرُغَا، ثُمَّ ائْتِيَا هَا هُنَا، فَإِنِّي أَنْظُرُكُمَا حَتَّى تَأْتِيَانِي)، وهذا إنما يكون بعد الطواف بين الصفا والمروة وهو السعي، فنسب الطواف إليهما، ولا يشرع سعي تطوع، فظهر بذلك أن عبد الرحمن كان يعتمر معها.

وحتى ولو ثبت أن عبد الرحمن لم يعتمر؛ فإن اعتمار عائشة كافٍ في الدلالة؛ حيث لا دليل على الخصوصية، وكونها كانت حائضًا لا يؤثر في الحكم؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لها عن طوافها يوم النحر: (يَسَعُكِ طَوَافُكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (طَوَافُكَ بِالْبَيْتِ، وَسَعْيُكَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، يَكْفِيكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِك) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وقد روي عن جماعة من الصحابة والسلف الاعتمار من التنعيم كأنس وابن الزبير -رضي الله عنهم- وغيرهم.

والأفضل أن تعتمر عن والديك من ميقات أهل مصر -بلدهما- وهو الجحفة أو رابغ "أقرب مدينة مأهولة إلى ميقات أهل مصر"، وهي على بعد أقل مِن 200 كم مِن مكة.

وأما المدة؛ فالأَوْلى أن يكون بحيث ينبت شعره إذا كان حلقه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية