الخميس، ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

خصوصية زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخطاب بحجاب الجُدُر عن سائر النساء

خصوصية زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخطاب بحجاب الجُدُر عن سائر النساء
الاثنين ٠٢ فبراير ٢٠٠٩ - ٢٠:٠٥ م
9

السؤال:

قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ)(الأحزاب:53)، والخطاب لنساء النبي -رضي الله عنهن-، وقرأت لأحد العلماء الفضلاء أن الآية عامة لكل النساء لسببين:

1- خطاب الواحد كخطاب الجماعة.

2- الاشتراك في العلة، فعلة السؤال من وراء حجاب هي طهارة القلوب، ونساء المؤمنين كنساء النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في احتياجهن لذلك.

وفي نفس الوقت قرأت لنفس الشيخ أنه لا يلزم للإماء ما يلزم للحرائر من الحجاب، لحديث البخاري في الفتح (9/126) ومسلم (3/593) الذي جاء فيه قول الصحابة عن إحدى زوجات النبي: (إن حجَّبها فهي من أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه).

ولكن ألا تشترك الإماء في ذات العلة؟! فلماذا يتم استثناؤهن إذن؟! إلا إذا كان الحكم خاصا بنساء النبي لوضعهم الخاص، قال -تعالى-: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)، وقال -تعالى-: (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً).

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فلا أعلم خلافاً في وجوب ستر الوجه على أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع ثبوت الاختلاف في غيرهن من النساء، والظاهر عندي إثبات الفرق بين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لعظيم منزلتهن، ولزوم صيانة عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- لمكانته؛ ولأن الاعتداء على حقهن ولو بالنظرة أو الكلمة أو حتى تحديث النفس إيذاء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أغلظ من إيذاء أحد من المسلمين.

ولفظ (أَطْهَرُ)(الأحزاب:53) يدل على أن هذا  التفضيل في حقهن، وربما حصل الطهر لغيرهن بأقل من ذلك، فحجاب الجدر خاص بأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وستر الوجه فيه خلاف، وغطاءُ الرأس "الخمار" لا نزاع في وجوبه على جميع النساء.

أما جواز كشف الأَمَة أكثر مما تكشف الحرة فلأنها ممتهنة في الخدمة فالمشقة بالغة في تكليفها بما تكلف به الحرة فيكفي في حقها "الطهر" ولا يلزم "الأطهر".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية