الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

قصة أصحاب الفيل (خطبة مقترحة)

قصة أصحاب الفيل (خطبة مقترحة)
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠٠٩ - ٢١:٤٨ م
12

قصة أصحاب الفيل (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقد قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ . أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ . وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ . تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ . فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(الفيل).

1- مقدمة:

إشارة السورة إلى مكانة هذه البقعة المقدسة من أرض الله، والتي اختارها الله لتكون منطلق النور على مر العصور، ومركز دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمطاردة الجاهلية في أنحاء الأرض.

2- ملخص الخطبة:

جملة ما تشير إليه الروايات عن هذا الحادث:

- أن الحاكم الحبشي "أبرهة" بنى كنيسة عظيمة جمع فيها كل أسباب الفخامة على نية أن يصرف العرب عن البيت الحرام ويحجوا إليها.

- العرب وأهل اليمن أنفسهم يزهدون في كنيسته، ويغضون من فعله.

- رجل من العرب يقصد كنيسة أبرهة بالإهانة، فيتغوط في محرابها ويلوثه.

- أبرهة يغضب ويقسم ليهدمن البيت، فيخرج بجيش على رأسه فيل كبير يقصد الكعبة.

- لما نزل بالقرب من مكة؛ أرسل بعض جنده فساقوا له أموالاً لقريش وغيرهم، ومنها مائتا بعير لعبد المطلب.

- عبد المطلب يطلب لقاء أبرهة، وكان عليه مهابة، فأكرمه أبرهة لما دخل، وسأله عن حاجته.

- عبد المطلب يعلن عن طلبه للبعير؛ مما زهد فيه أبرهة حتى قال له: "أتكلمني في مائتي بعير وتترك بيتك الذي هو دينك ودين آبائك، وقد جئتُ لهدمه"؟!

- قال عبد المطلب: "أنا رب الإبل وإن للبيت ربًّا سيمنعه"، فقال: "ما كان ليمتنع مني".

- عبد المطلب يرجع إلى قريش، ويأمرهم بالخروج من مكة إلى رؤوس الجبال.

- نفر من أهل مكة مع عبد المطلب يدعون الله ويستنصرونه عند باب الكعبة قبل خروجهم.

- جيش أبرهة يتوجه قاصدًا الكعبة، والفيل يبرك ويمتنع.

- الله -عز وجل- ينزل عليهم العذاب؛ بأن جاءت طير صغيرة تحمل أحجارًا صغيرة مثل الحمص والعدس، وأرسلتها على جنود أبرهة فما منهم من أحد أصابته إلا هلك، وليس كلهم أصابت.

- أبرهة يكون من الفارين، لكنه ظل يتساقط جسده أثناء الطريق إلى أن وصل اليمن وبقية قليلة لتكون عبرة لقومهم.

الدروس والفوائد:

1- من دلائل النبوة:

قال العلماء: وكانت هذه الآية لأمرين عظيمين:

أحدهما: لأجل البيت.

الثاني: لأجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ولد في ذلك العام وكان جنينًا.

فإن قيل: إنه كان لأجل البيت؛ فقد علم أنه ليس من أهل الملل من يحج إليه إلا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وشواهد النبوة ظاهرة:

- فلو غلب الحبشة؛ لكان السبي وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- وليدًا.

- أهل الكتاب أقرب، لكن الإسلام سيظهر، وستكون الكعبة قبلة أهله.

2- الجزاء من جنس العمل:

- أراد أبرهة صرف الناس عن البيت، فصرف الله الناس عن كنيسته، وقيل أنها احترقت.

- جاء بأقوى الحيوانات، فسلط الله عليه أضعف المخلوقات.

- أراد نقض البيت حجرًا حجرًا، فأسقط الله أعضاءه أنملة أنملة.

- لما خرج بطرًا وكبرًا من داره؛ رده الله ذليلاً مخذولاً.

- لما تتابعوا على البيت أرسالاً؛ أرسل الله عليهم الطير أرسالاً.

- لما أرادوا نقض أحجار البيت؛ عذبهم الله بالحجارة.

- لما خرج معهم أبو رغال دليلاً فمات في الطريق؛ صارت العرب ترجم قبره كلما مرت به.

3- فاعتبروا يا أولي الأبصار:

- تذكير القرآن بالقصة، فيه تحذير لكل من اغتر بقوته وأراد الاعتداء على حرمات الله.

- قال الله -تعالى-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ)(محمد:13).

- نزلت سورة قريش بعدها: (لإِيلافِ قُرَيْشٍ . إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(قريش).

4- فضل البيت الحرام:

1- اختار الله مكانه: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)(آل عمران:96)، (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا)(الحج:26).

- عن قتادة أن نبيّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوما لأصحابه: (هَلْ تَدْرُونَ مَا البَيْتُ المَعْمُورُ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّهُ مَسْجِدٌ في السَّماء تَحْتَهُ الكَعْبَة لَوْ خَرّ لَخَرّ عَلَيها، أَوْ عَلَيْه) رواه ابن جرير في تفسيره، وقال الألباني: إسناده مرسل صحيح.

2- بناه الملائكة والأنبياء:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: "بعث الله جبريل إلى آدم فأمره ببناء البيت، فبناه آدم، ثم أمره بالطواف به". تفسير ابن كثير.

- وقال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة:127).

3- يجذب القلوب إليه:

- قال الله -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ)(البقرة:125)، وقال: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(إبراهيم:37).

4- العبادة فيه لا تتوقف:

قال الله -تعالى-: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)(الحج:26)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ) رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.

5- فيه آيات بينات:

- (الحجر الأسود - مقام إبراهيم - الركن اليماني - الملتزم - زمزم - الحجر).

- وادٍ لا زرع فيه ولا ماء؛ ليزهد فيه الكفار والطواغيت ويتفرغ لخيره المؤمنون.

6- الصلاة فيه بمائة ألف صلاة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (صَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ) رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة