الجمعة، ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

استفسارات حول تكفير المعين واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع

استفسارات حول تكفير المعين واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع
الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠٠٩ - ١٨:٣١ م
13

السؤال:

1- هل من يسب الدين يكفر عينا أم لابد أن أستفسر منه وأتحقق من انتفاء الموانع الأخرى غير الجهل؟ إذا كانت الإجابة بأنه لا يكفر عينا فكيف نرد على من يستدل بآية التوبة: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة:66)، وقد كفرهم الله.

2- "أ"- من يقوم بعمل كفري "غير معلوم من الدين بالضرورة" لا يكفر إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع.

"ب"- ومن ينكر معلوم من الدين بالضرورة يكفر عينا إلا إذا كان عندي قرينة أنه مخطئ أو متأول أو مكره "والجهل غير معتبر لأنه معلوم بالضرورة" أما إذا لم توجد القرينة فإنه يكفر.

"ج"- من يسب الدين أو الله أو الرسول يكفر عينا ابتداء والجهل غير معتبر.

هل هذا الكلام صحيح؟؟

3- أريد أيضا أن أقول: هل كل الأعمال الكفرية لابد فيها من إقامة الحجة والتثبت وغيره، أم أن هناك أعمال من يفعلها يكفر عينا "مثل من يمزق المصحف أو يسب الدين؟ هل أقول هذا عمل كفري، ولكن صاحبه لا يكفر إلا بعد النظر في الشروط والموانع؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فكل من احتمل وجود مانع من موانع التكفير لابد من التوقف عن تكفيره حتى تنتفي الموانع، ولكن لا نحتاج إلى البحث عن مانع الصغر أو الجنون في رجل عاقل بالغ، ولا يتصور مانع الجهل أو التأويل في سب الله أو رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو الاستهزاء بشيء من آيات الله ودينه، ومانع الإكراه إنما يتصور مع وجود المكرِِه وصورة الإكراه، وليس في رجال يتحدثون حديث الركب، ومانع النسيان أو الخطأ سياق الواقعة يدل على وجودهما؛ فلما انتفت الموانع في سبب نزول الآية كفـَّرهم الله -تعالى- بقوله: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة:66).

2- الكلام المذكور صحيح مع الانتباه أنه في القسم الثاني "ب" ضابط المعلوم من الدين بالضرورة هو: "انتشار العلم حتى علمه الخاص والعام، والعالم والجاهل"، وأن لا توجد قرينة تدل على احتمال عدم البلاغ لهذا المنكِر كنشأته ببلد يغلب عليه الجهل.

3- الكل يلزم فيه استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، لكن هناك شروط معلوم ثبوتها وموانع معلوم انتفاؤها؛ فلو كان الذي مزق المصحف مكرهًا أو لا يعرف أنه مصحف لما كفر، أما إذا كان بلا خطأ ولا إكراه فلا يتصور الجهل بذلك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية