حاجتنا إلى معرفة قصص
الأنبياء (خطبة مقترحة)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
مقدمة الخطبة:
- الإيمان
بالأنبياء والرسل أصل من أصول الإيمان؛ قال -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (البقرة:285)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان: (أَنْ تُؤْمِنَ
بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ
بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) (رواه مسلم).
- حاجة البشرية إلى الرسل والرسالات؛ قال -تعالى-: (لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد:25)، وقال -تعالى-: (رُسُلا
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) (النساء:165)، وقال -تعالى-: (قَدْ
جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ
اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ) (المائدة:15-16).
- البشرية اليوم أشد حاجة بعد أن وضعت العلمانية لها "الإلحاد"
دينـًا؛ قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).
- حاجة البشرية إلى معرفة حياتهم ودعوتهم لتقتدي بهم؛ قال الله -تعالى-: (أُولَئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90).
القصة في القرآن والسنة:
- عبرة وموعظة؛ قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ
فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ) (يوسف:111)، وقال النبي -صلى الله
عليه وسلم-: (شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا) (رواه الترمذي في الشمائل والطبراني، وقال الألباني:
إسناده جيد).
- كلها صدق وحق؛ قال -تعالى-: (إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) (آل عمران:62)، وقال: (نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا
الْقُرْآنَ) (يوسف:3).
- وأما قصص غير القرآن فهو على نوعين:
الأول: قصص أهل الكتاب؛ فهو إما أكاذيب، وإما
تفاصيل واختلافات لا فائدة فيها، وإما مشكوك في صدقه.
الثاني: قصص الناس؛ فهو إما أكاذيب وأساطير، أو فحش وغرام، أو عنف
ودمار.
أهداف القصص القرآني:
1- بيان وحدة الرسالة والعقيدة وإن اختلفت الشريعة:
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا
الطَّاغُوتَ) (النحل:36)، وقال -تعالى-: (لِكُلٍّ
جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) (المائدة:48)، ويحسن الإشارة إلى
أمثلة مثل: تحليل الغنائم، والصلاة على الأرض ونحوه... ، وقال النبي -صلى الله
عليه وسلم-: (الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ
وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) (متفق عليه).
2- بيان صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
قال الله -تعالى-: (تِلْكَ مِنْ
أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا
قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا) (هود:49).
3- تثبيت قلوب المؤمنين المبتلين، وحثهم على الاقتداء بالسابقين وتبشيرهم
بالنصر وحسن العاقبة:
أما التثبيت؛ (وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ
الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) (هود:120).
وأما التخفيف؛ (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ . أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ
قَوْمٌ طَاغُونَ) (الذاريات:52-53).
وأما الاقتداء؛ قال
-تعالى-: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ
الرُّسُلِ) (الأحقاف:35)، (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90).
وأما التبشير؛ (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ
فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا) (الأنعام:34)، وقال -عز وجل-: (حَتَّى إِذَا
اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) (يوسف:110).
4- التذكير بأحداث الأمم الغابرة، وبيان عاقبتهم:
قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ
أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ) (الأحقاف:27)، وقال: (قُلْ سِيرُوا
فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11)، وقال: (أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (الفيل:1).
5- بيان حسن عاقبة المؤمنين الصادقين:
قال الله -تعالى- عن
موسى -عليه السلام- مع قومه: (اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ
الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف:128)، وقال: (وَنُرِيدُ
أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ) (القصص:5-6)، وقال عن عاقبتهم في
الآخرة: (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا
أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) (المؤمنون:111).
خاتمة "عدد الأنبياء والطريق إلى معرفتهم":
- كثرة الأنبياء رحمة البشرية؛ قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ
أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر:24)، وقال -تعالى-: (وَمَا كُنَّا
مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) (الإسراء:15).
وقال النبي -صلى الله
عليه وسلم- في عددهم: (مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ
أَلْفاً الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلاَثُمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيراً) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
- القرآن ذكر لنا أعظم الأنبياء بقصصهم، رمزًا للأنبياء جميعًا لتستفيد
البشرية من ذلك، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ
مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (غافر:78).
فاللهم اجعلنا على
طريقهم سائرين، وبهم مقتدين، واحشرنا معهم يا رب العالمين.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com