دروس من قصة نبي الله
هود -عليه السلام- (خطبة مقترحة)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
1- تعريف بنبي
الله هود -عليه السلام-:
- كان بعد نوح
-عليه السلام-؛ قال الله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ) (الأعراف:69).
- أول الأنبياء العرب؛ عن أبي ذر -رضي الله
عنه- قال: (سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: كم وفاء
الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جما
غفيرا، منهم أربعة من العرب، هود، صالح، وشعيب، ونبيك يا أبا ذر) (رواه ابن حبان، السلسلة الصحيحة:2668).
قال ابن كثير -رحمه الله-: "قيل: إن هودًا
-عليه السلام- أول من تكلم العربية" انظر كلامه في التفسير.
2- قوم عاد:
- مكانهم الأحقاف في جنوب الجزيرة قريبًا من مكة: (وَاذْكُرْ
أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ
عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأحقاف:21).
- كانوا أول
من عبد الأصنام بعد الطوفان: (قِيلَ يَا نُوحُ
اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ
وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (هود:48).
- كانوا أشد أهل زمانهم: (أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ
مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ) (الفجر:6-8)، (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ
بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً) (الأعراف:69)، (وَإِذَا بَطَشْتُمْ
بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) (الشعراء:130).
- كانوا لهم
قوة اقتصادية: (وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) (الشعراء:129).
- ترفهم وتعاليهم على جيرانهم: (أَتَبْنُونَ
بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) (الشعراء:128).
3- دعوة هود -عليه السلام-:
- إقامة التوحيد والنهي عن الشرك: (وَإِلَى
عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ) (الأعراف:65)، وقال: (وَاذْكُرْ
أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ) (الأحقاف:21).
- التذكير بالنعم ووجوب شكرها: (وَاذْكُرُوا
إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ
بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأعراف:69).
- التحذير من عذاب الله: (أَلا
تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (الأحقاف:21).
4- موقف عاد من دعوته:
- الاتهام بالكذب والافتراء من الأساطير: (إِنْ هَذَا
إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ) (الشعراء:137)، وذلك على قراءة: (خـَلق).
- الاتهام بالسفه: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
. قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ
الْعَالَمِينَ . أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ) (الأعراف:66-68).
- الاتهام بالجنون لتطاوله على الآلهة: (قَالُوا يَا
هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ
قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ . إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ
آلِهَتِنَا بِسُوءٍ) (هود:53-54).
- التكذيب بالبعث: (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ
وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ) (المؤمنون:35).
5- الإصرار على الكفر وإعلان البراءة منهم:
- (قَالُوا يَا
هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ
قَوْلِكَ) (هود:53).
- التحدي والفجور والاستهزاء: (قَالُوا
سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ) (الشعراء:136)، (فَأْتِنَا
بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (الأعراف:70).
- الاستكبار والمعاندة: (فَأَمَّا
عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ
مِنَّا قُوَّةً) (فصلت:15).
- النبي يعلن البراءة منهم والتحدي لهم: (قَالَ إِنِّي
أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ . مِنْ دُونِهِ
فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ) (هود:54-55).
6- نزول العذاب:
- النبي يستنصر بالله: (إِنْ هُوَ
إِلا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ .
قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ) (المؤمنون:38-39).
- نزول العذاب: ذكر المفسرون أنهم لما أصروا على الكفر، وتحدوا نبيهم
أمسك الله عنهم القطر ثلاث سنين حتى جهدهم ذلك، ثم أرسل عليهم السحب العارضة التي
معها الرياح المدمرة، قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا
رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . تُدَمِّرُ
كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ
كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (الأحقاف:24-25)، وقال -تعالى-: (وَفِي عَادٍ
إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ . مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ
عَلَيْهِ إِلا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) (الذاريات:41-42)، وقال الله -تعالى-: (وَأَمَّا
عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ . سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ
لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ . فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ) (الحاقة:6-8).
- العاقبة للمؤمنين: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ
غَلِيظٍ) (هود:58).
7- دروس وعبر:
1- أن التقدم المادي العمراني والصناعي والاقتصادي لا ينفع أصحابه ما لم
يكن على منهج الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ
مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ) (الفجر:6-8)، وقال -تعالى-: (وَإِذَا
أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) (الإسراء:16).
2- هكذا عاقبة الكفر والطغيان (وَكَأَيِّنْ
مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا
شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا) (الطلاق:8).
3- على الداعية أن يوطن نفسه على تحمل الأذى من الاتهامات والإساءات؛ فقد
سبقه الرسل في ذلك.
4- على المسلم أن يوقن أن العاقبة للمؤمنين الصالحين.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com