متى تقصر الصلاة؟

السؤال:

أسافر للعمل بالقاهرة فأسافر يوم الأحد بعد صلاة الفجر، وأعود يوم الخميس بعد صلاة العشاء، فهل أتم الصلاة أم أقصرها؟ وهل القصر مرتبط بعددٍ معين من الأيام؟ مع العلم أنني أستأجر سكنًا أنا وبعض زملائي للإقامة به خلال هذه المدة، وهذا يتكرر أسبوعيًّا. وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمن عَزم على الإقامة في بلد سفره أكثر مِن ثلاثة أيام غير يومي الدخول والخروج أو بالأدق "أكثر من إحدى وعشرين صلاة"؛ وجب عليه الإتمام من يوم وصوله للبلد الذي عزم على إقامته فيها؛ فعن عبد الرحمن بن حميد أنه سمع عمر بن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد يقول: هل سمعت في الإقامة بمكة شيئًا؟ فقال السائب: "سمعت العلاء بن الحضرمي يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لِلْمُهَاجِرِ إِقَامَةُ ثَلاَثٍ بَعْدَ الصَّدَرِ بِمَكَّةَ). كأنه يقول لا يزيد عليها. (رواه مسلم)، وبلفظ آخر: (يُقِيمُ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ ثَلاَثًا) (رواه مسلم).

فجعل الإقامة فوق الثلاث بمنزلة الإقامة الدائمة وسماها إقامة، وهي إقامة لغوية؛ لأن السفر هو الضرب في الأرض، والأدلة التي فيها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قصر أكثر مِن ذلك تحتمل أنه لم يعزم إقامة، بل هذا هو الظاهر؛ لأنه كان في الغزو -فتح مكة وغزوة تبوك-، وهذا على وشك الانتقال بين لحظة وأخرى، ووجود الاحتمال في وقائع الأحوال يمنع صحة الاستدلال بها؛ فكيف إذا كان هذا الاحتمال هو الظاهر؟!

وعلى ذلك فأنت تقيم بالقاهرة يوم الاثنين إلى الخميس، بل وتدخل في ليلة الجمعة بصلاتي المغرب والعشاء، وأنت تعزم على الإقامة 24 صلاة؛ فعليك الإتمام، ثم عليك أن تصلي في الجماعة ولو كنت مسافرًا؛ فإن صلاة الجماعة لا تسقط إلا مع الخوف أو المرض، وإذا صليت وراء مقيم صليت أربعًا حتى ولو كنت ممن يقصر الصلاة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com