مع مناسك الحج (خطبة
مقترحة)
الحج وقفات وذكريات (2)
كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
تمهيد:
- قال الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي
بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ
إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ
غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:96-97).
- استثارة الشوق إلى هذه الرحلة، مثال لأصحاب النبي -صلى
الله عليه وسلم- عندما استثيروا إلى الجنة: "أنس بن النضر - أبو
الدحداح".
- رؤية البيت واستحضار
عظمة الله، مع سؤال رؤيته -سبحانه- كما وفقك لرؤية بيته.
1- الحجر الأسود: "وقفات":
- قطعة من الجنة على ظهر الأرض، قال النبي -صلى الله
عليه وسلم-: (الحجر الأسود من الجنة) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، جبريل ينزل به إلى
إبراهيم.
- سودته الذنوب: قال -صلى الله عليه وسلم-: (نزل الحجر
الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
- كان سببًا للشفاء: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي، وما على
الأرض شيء من الجنة غيره) (رواه البيهقي، وصححه الألباني).
- لقد أثـّرت المعصية على الأرض... مرور النبي -صلى الله
عليه وسلم- بأرض تبوك ونهيه أن يشربوا من مائها.
2- الطواف "عبر وذكريات":
- طاعة وقربة: قال الله -تعالى-: (ثُمَّ
لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ) (الحج:29).
- أنت في صلاة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أباح فيه الكلام) (رواه الحاكم، وصححه الألباني).
- الأجر والمغفرة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (من
طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط
الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).
- عبادة في كل وقت: قال -صلى الله عليه وسلم-: (يا بني عبد
مناف: لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت، وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار) (رواه الترمذي والنسائي،
وصححه الألباني).
ذكريات وعبر:
- مشاهد الاجتهاد والاستضعاف: "إلقاء سلا الجزور
- أبو جهل يمنع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة - ابن مسعود القارئ
يُضرب".
- مشاهد العز والتمكين: "دخوله -صلى الله
عليه وسلم- فاتحًا: (وَقُلْ جَاءَ
الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81)، - بلال يؤذن فوق البيت".
- مشهد تقلب القلوب: "إخوان كان آباؤهم
أعداء الإسلام يومًا".
الشرب من ماء زمزم:
- أصل زمزم: قصة أم إسماعيل -عليهما السلام- لما تركها إبراهيم
-عليه السلام- عند البيت.
- درس في التوكل: لما انصرف إبراهيم قالت هاجر: يا إبراهيم.. أين
تتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، ثم قالت: آلله أمرك بهذا؟ قال:
نعم. قالت: إذن لا يضيعنا.
ذكر الطبري: "ولما
انصرف إبراهيم قال لها جبريل: من أنت؟ قالت هاجر: أم ولد إبراهيم. قال: فإلى من
وكلكما؟ قالت: إلى الله. قال: وكلكما إلى كاف. قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ) (الطلاق:3)".
- ممارسة الأسباب المشروعة لا ينافي التوكل:
الدعاء: (رَبَّنَا إِنِّي
أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ
الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ
تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (إبراهيم:37)، "دعاء مخصوص -
إزالة وحشتهم: (فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ
لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)، - ارزقهم جميعًا؛
ليشكروا لا ليغفلوا بكثرة النعم".
السعي: سعي أم إسماعيل بعد ما فني الماء حتى نزل الملك وضرب
الأرض، وكان الفرج.
- جاء رجل إلى النبي
-صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بخطام راحلته، فقال: يا رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: أعقلها وأتوكل، أم أطلقها وأتوكل؟ قال: (اعقلها
وتوكل) (رواه الترمذي، وحسنه
الألباني)، وقال الله -تعالى-: (فَإِذَا
قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة:10).
4- فضل زمزم:
1- غسل به قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال -صلى الله عليه
وسلم-: (أتيت ليلة أسري بي فانطلق بي إلى زمزم، فرشح عن
صدري، ثم غسل بماء زمزم) (متفق عليه).
2- خير ماء على وجه الأرض: قال -صلى الله عليه
وسلم-: قال الله -تعالى-: (ماء زمزم خير ماء على وجه
الأرض) (رواه الطبراني، وصححه
الألباني).
3- إرواء وإشباع: قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنها
مباركة إنها طعام طعم) (رواه مسلم)، "أم إسماعيل تعيش عليها زمنـًا - أبو ذر يتقوى
بها شهرًا".
4- إرواء وشفاء: (خير ماء على
وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم) (رواه الطبراني، وصححه الألباني)، قالت عائشة -رضي الله
عنها-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمل ماء زمزم في الأواني
والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم" (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
5- لما شرب له: قال -صلى الله عليه وسلم-: (ماء
زمزم لما شرب له) (رواه أحمد وابن ماجه،
وصححه الألباني)، "كرب - علم - نصرة - شبع... ".
5- السعي مع الصفا والمروة:
ذكريات:
حال أم إسماعيل والتأسي
بها، فموافقة حالها الظاهر لعله يعين على الباطن.
- تذكر حال من دخل على
ملك، وراح يروح ويجيء في فناء دار الملك يرجو القبول والرضا حتى يقال هل: اذهب
واحلق رأسك أو قصر. وليذكر تزوده في العرصات بين كفتي الميزان: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ
اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ
يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158).
فاللهم ارزقنا حج بيتك،
وزيارة مسجد رسولك -صلى الله عليه وسلم-.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com