السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول معنى قوله -تعالى-: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)?

حول معنى قوله -تعالى-: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)?
الاثنين ٢٢ فبراير ٢٠١٠ - ١٨:٠٥ م
14

السؤال:

كيف يكون تبديل السيئة حسنة كما في سورة الفرقان: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (الفرقان:70)، هل السرقة والعمل الحرام يبدلان حسنات؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقوله تعالى: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) على أحد أقوال أهل العلم: يجعل الله مكان عملهم السيء عملاً صالحًا، فيوفقهم لأداء الأمانة وحفظ أموال الناس مكان السرقة، ويوفقهم لحفظ أعراض المسلمات مكان الزنا، أي: يوفقه الله في حياته للعمل الصالح بدلاً من العمل الحرام.

وأما تبديل السيئات حسنات في الآخرة؛ فهو أن كل سيئة عملها وتاب منها غفر له ذنبه وبقيت حسنة التوبة، وليس أن العمل المحرم نفسه يصبح مثابًا عليه، وفي الحديث أيضًا أن الله يتكرم على بعض عباده فيجعل لهم مكان أعمالهم القبيحة حسنات من عنده -سبحانه وتعالى-، ليس من كسبهم أو عملهم، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ، فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فَيَقُولُ: رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لاَ أَرَاهَا هَا هُنَا)، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (رواه مسلم).

والذي يظهر -والله أعلى وأعلم- أن ذلك مع وجود التوبة؛ لأن الله -تعالى- قال: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، فهذه التوبة صارت محل السيئات، والتوبة حسنة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية