السؤال:
في
حديث: (غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ) (روه الترمذي، وصححه الألباني)،
(خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَوْفُوا اللِّحَى) (متفق عليه).
لماذا حُمِل الأمر الأول على الاستحباب والثاني في إعفاء اللحية على الوجوب؟
الجواب:
الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلأنه ثبت أن
النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ترك بعض شعرات بيض في لحيته لم يغيِّرها؛ فقد قال
له أبو بكر -رضي الله عنه-: "يا رسول الله، قد شبت"، فقال له -صلى الله
عليه وسلم-: (شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاَتُ
وَ(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) وَ(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، فقد شابت
بعض شعرات وتركها -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك ترك بعض أصحابه ممن لم يشتد
شيبهم، فلم ينكر عليهم ذلك، فدل ذلك على عدم الوجوب، وأن هذا الأمر
للاستحباب.
أما (أَوْفُوا اللِّحَى) فلم يرد أن النبي -صلى الله عليه
وسلم- قط أقر صحابيًّا على حلق لحيته، ولا على تقصيرها؛ فلذلك الأمر أصله الوجوب
ما لم يصرفه صارف.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com