زكاة المال المستفاد أثناء الحول

السؤال:

كيف تحسب زكاة المال المستفاد أثناء الحول؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالمال المستفاد أثناء الحول على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: نوع ليس من جنس المال الأصلي؛ كأن يشتري منه بهائم أو عقار، فحتى لو كان فيها زكاة فحولها حول هذا النوع الجديد إذا كان فيه زكاة؛ لأنه ليس من جنس الأصل، ولا مِن نمائه.

النوع الثاني: أن يكون مِن نمائه ومِن جنسه، وهو ربح التجارة أو ارتفاع أثمان الأشياء، كمن كان يتاجر في الحديد، فارتفع سعره، فباع وربح، فبلا خلاف أن هذا المال المستفاد من جنس الأصل ومن نمائه، وحوله حول الأصل، فيخرج الزكاة على رأس المال الذي بدأ به التجارة، وكذلك لو اشترى عروضًا للتجارة برأس ماله، كأن يرث مالاً يبلغ النصاب، وفي أثناء السنة اشترى به عروضًا للتجارة؛ فتكون الزكاة من يوم ملكه النصاب، أي من يوم ورث هذا المال لا من يوم شراء عروض التجارة.

النوع الثالث: المال المستفاد من جنس الأصل، وليس من نمائه، كمن يعمل موظفـًا ويأخذ راتبًا، فيصرف منه ويدخر كل شهر جزءًا، فهذا من جنس الأصل، فيحسب من اليوم الذي اكتمل عنده فيه النصاب، فيزكي من أول اكتمال النصاب عنده بما فيه ما استفاده أثناء الحول طالما كان من نفس الجنس، نقود مع النقود، أو ذهب مع الذهب، فهذا لأنه من جنس الأصل وليس من نمائه، فالراجح في هذا أنه يُزكى بزكاة الأصل.

ولكن هذا فيه خلاف بين العلماء، فبعض العلماء يقول: كل مال مستفاد من جنس الأصل وليس من نمائه له حوله المستقل، وهذا في الحقيقة تكليف بما يشق جدًا، بل قد لا يطاق، فضلاً عن أنه مخالف للدليل في الأنعام والبهائم، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرسل المصدق يعدُّ أنواع الإبل والغنم دون أن يسأل: متى اشتريت هذا الغنم أم هي مولودة عندك؟ بل كان يعد جميع ما عنده ويأخذ عليه الزكاة، ويستحيل في الحقيقة لمن يعمل كل يوم كطبيب أو نحوه، ومن يكسب مالاً كل يوم أن يحسب الزكاة في كل يوم، فعلى مذهب الشافعي وأحمد أن كل مال مستفاد له نصاب، فهذا يلزمه أن يحسب كل يوم الزكاة، وهذا أمر فوق طاقة البشر، أن يكون عنده زكاة كل يوم، فلا يمكن أن يأتي الشرع بمثل هذه المشقة، والصحيح مذهب أبي حنيفة وهو أن المال الذي من جنس الأصل وليس من نمائه أنه يُزكى بزكاة الأصل.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com