إذا خالف الوكيل مواصفات موكله في تزويجه بمن يريد، والمبالغة في هذه الصفات

السؤال:

وكَّل رجل مسافر آخر في تزويجه، وحدد له مواصفات معينة، فخالفها، فهل يجوز له إبطال العقد؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإذا خالف المواصفات فالوكالة في غير موضعها، كأن أن يقول له: أريدها بيضاء وإن كانت سوداء فلا، فإذا به يزوجه من سوداء، فهذا زوَّجه امرأة أخرى غير التي يريدها، ولم يزوَّجه التي أمره بها، فالعقد يكون باطلاً ابتداءً، لكن الأمور التي تحتمل اجتهادًا وهو قد فوَّضه فلا يبطل العقد بها طالما أن الأمر فيه احتمال، كأن يطلب منه أن تكون لونها قمحي، فهذا أمر متفاوت، أو لا يقل طولها عن كذا وكذا فظهر أن طولها قريب مما أراد.

ومثل هذه الطلبات والمواصفات من: الطول، والوزن، واللون، والشعر، والعينين دليل على ضعف العقل؛ لأن مثل هذه الأمور فعلاً بمجرد يومين أو ثلاثة يُعتاد عليها، مثل شخص يعيش في قصر، فبعد أسبوعين أو ثلاثة يعتاد هذا القصر، ولذلك كم مِن ملكات الجمال وعارضات الأزياء يطلقن بعد أسبوعين أو عدة أشهر فقط! لأن الروح هي التي تتعايش بعد ذلك، أما الشكل فيتم التعود عليه، وما تناله من هذه المرأة تناله من غيرها، فهذه اللذة التي يجدها الرجل في جماع المرأة لا ترتبط أصلاً بشكلها.

والعبرة بـ (فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) (متفق عليه)، وبالنسبة إلى الجمال فيكفي أن تكون مقبولة في الجملة، أما هذه التفاصيل فيمكن أن تتجمع في امرأة وتكون قبيحة جدًّا، ولا يلزم أن تكون جميلة، فالعبرة أن تراها أنت، لذلك اختصر النبي -صلى الله عليه وسلم- الطريق فقال: (أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا؟)، قَالَ: "لاَ"، قَالَ: (فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا) (رواه مسلم).

فلا ينبغي أن يتشدد الإخوة في هذه الأمور؛ فهذا ليس بالأمر الحسن.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com