الخميس، ٢٤ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

لماذا قال الخضر -عليه السلام-: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)

لماذا قال الخضر -عليه السلام-: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)
الاثنين ٢٢ مارس ٢٠١٠ - ١٤:٠٤ م
11

السؤال:

لماذا قال الخضر -عليه السلام-: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) (الكهف:79)؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقول الخضر: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) -يعني السفينة- إنما قال ذلك تأدبًا مع الله -عز وجل-، فلا ينسب الشيء المعيب إلى الله -عز وجل-، كما قال إبراهيم -عليه السلام- تأدبًا مع ربه -عز وجل-: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء:80)، فهو -سبحانه وتعالى- الذي يقدر الأمور كلها خيرها وشرها، ولكن الأدب في اللفظ -طالما كان المعنى مفهومًا- يقتضي أن ينسب العيب إلى نفسه؛ فقال: (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا).

وأما في الغلام فقال: (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا)، فاستخدم ضمير الجمع لينبه على أنه ليس وحده الذي يوافق الله -عز وجل- في إراداته ومحبوباته، بل هو واحد من عباد الله -عز وجل- المؤمنين الذين يحبون ما يحبه الله ويريدون ما أراده -عز وجل-، فإرادتهم تابعة لإرادة ربهم -عز وجل-، فكأنه يقول: فأردنا أنا وأنت وكل مؤمن ما أراد -سبحانه وتعالى- من إبدال الوالدين ولدًا صالحًا بدل ولدهما الذي قتل، والذي إن عاش لأرهق أبويه بالعقوق والكفر بالله -عز وجل-.

وأما في الجدار فقال: (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا)، فنسب الفعل إلى الله -عز وجل-، ولم يستخدم ضمير الجمع ولا نسب الفعل لنفسه، فهذا -والله أعلم- لأن بلوغ الأشد مما لا دخل للمخلوق فيه، ولا له فيه صنع، فهذا أمر كوني قدري محض، ليس أمرًا يتعلق بالشريعة فيُحب أو يبغض أو يُتابع فيه، والله أعلى وأعلم.

فهذا بعض ما يذكر في هذا المقام، وهو -سبحانه- أعلم بالحكمة في كتابه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية