السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول قول الله -تعالى- في ابن آدم الأول: (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)

حول قول الله -تعالى- في ابن آدم الأول: (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)
الأحد ٢٥ أبريل ٢٠١٠ - ١٣:١٦ م
15

السؤال:

في قصة ابني آدم -عليه السلام- لم يذكر القرآن توبة قابيل من ذنب القتل، فهل هذا لأنه لم يتب؟ وما معنى قوله -تعالى- عنه: (قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (المائدة:31)، مع أنه صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالظاهر أنه لم يتب فعلاً؛ لأن الله -تعالى- عاقبه، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه في النار، وقال: (لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ) (متفق عليه).

وأما الندم الذي قصده النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني) فهو ندم مع إقلاع عن الذنب مع عزم على ألا يعود للذنب ثانية، وليس ندم على العجز على مواراة جسد أخيه فقط، فالله -عز وجل- قال: (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) ولم يقل على أي شيء نـَدِم، فهذا ككل صاحب ذنب؛ بعد أن يرتكب الذنب وتذهب لذته يشعر بندم؛ فليس هذا الندم هو التوبة؛ لأنه لابد أن يكون مع كونه لو أتيح له ألا يعود للذنب لما فعل، لكنه يقول: "أهذا الذي عصيت لأجله؟!"، فهو نادم على ضعف اللذة، وأنها لم تكن تساوي هذا الذنب، فليس هذا هو الندم.

وهناك قول: أنه ندم أنه لم يستطع أن يكون مثل الغراب، فيكون ندم على المواراة وليس على قتل أخيه.

وكونه من الذين أضل كما قال الله -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ) (فصلت:29), وأن ابن آدم الأول هو الذي أضلهم من الإنس، والشيطان إبليس هو الذي أضلهم من الجن، يدل على أن ابن آدم الأول لم يتب توبة مقبولة.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية