الأربعاء، ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

مسألة في الميراث

مسألة في الميراث
السبت ١٥ مايو ٢٠١٠ - ١٤:٤٣ م
7

السؤال:

توفي الوالد سنة 2004م، والوالدة تعيش -حفظها الله-، نحن أربعة ذكور و2 إناث، وترك لنا منزلاً مكونًا من ستة طوابق، منها طابق قطن به أخ -توفاه الله- وأولاده فيه حتى الآن، وأخ بطابق كان مقيمًا فيه وبعد وفاة الوالد أجَّره لمستأجر وأخذ منه مبلغ من المال على سبيل المقدَّم، وعمل له عقد إيجار من نفسه وأعطاه للمستأجر، وهو يأخذ الإيجار الشهري من المستأجر لنفسه فقط -علمًا بـأن الوالد لم يعمل أي عقود في المنزل للأولاد-، وعلى حد كلامه أنه يقول أنه قام ببناء هذا الطابق هو وأخوه التالي ذكره وهو الأخ الثالث، وأيضًا له طابق بمفرده، هذا الأخ الثالث في سنة 1999م قام بدفع مبلغ 10000جنيهًا لساكنٍ بالدور الأرضي، وقام بتوضيبها واستغلها كمحلات للتجارة وخلافه، وبالطبع قد كلف هذا المكان لتجارته، وأيضًا قام بترميمات بالمنزل في حياة الأب، ويوجد طابقان بالمنزل أحدهما للوالدة والآخر لأخت أرملة ومقيمة بمفردها فقط.

يبقى من الأولاد اثنان: بنت وهي مقيمة مع زوجها بجوار المنزل، أما الرجل الرابع فهو أنا الذي أرسل هذه الرسالة فأسكن في شقة بالإيجار خارج المنزل، فقد ساعدني الوالد منذ خمس وعشرين سنة بمبلغ من المال كهبة في حياته، وأنا دفعت الباقي، وهي بالإيجار الشهري، ولا يوجد أي أوراق تثبت هذا المال، ولكن بالفعل تمت هذه المساعدة.

السؤال: أنني مطالب من الوالدة وعلى لسانها بل الإخوة جميعًا في حالة إرثي بمنزل والدي أن أنفذ الآتي:

1- أن أدفع لأخي من الـ 10000، وليس هذا فقط؛ بل إنه يقول في سنة 1999م شيء، وفي سنة 2010م شيء آخر، أي قاموا بعمل فوائد، أهذا ربا؟ مع العلم أنه مِن بعد وفاة الوالد وحتى الآن يتكلمون معي في شأن الإرث وأنا لم أستجب لأوامرهم، فتكون النتيجة بأنني السبب في هذا التأخير، والكل هو المستفيد من التأخير وليس أنا؟ دبروني بالله عليكم، وهل يجوز تأخير توزيع الميراث بهذه الحجج غير العقلانية؟

2- أن أدفع في الترميمات الداخلية للمحلات، وأيضًا ترميمات للمنزل كله، علمًا بأني لم أستفد من المنزل منذ خروجي منه وبعد وفاة الوالد وحتى الآن؟

3- أن أدفع معهم في الطابق للأخ الذي أجره أخي الذي استفاد من المستأجر كمقدم إيجار ثم إيجار شهري له فقط؟ وما مصير هذا المبلغ؟ وكما سبق ذكره أنه المستفيد من هذا الطابق في حالة وجوده بالماضي فيه أو تأجيره لمستأجر من بعد وفاة الوالد وحتى الآن، بل نفس المقولة السابقة أنهم يقولون: المبلغ المدفوع في توضيب هذه الشقة كان في سنة 1980م شيء وفي سنة2010م شيء آخر، ذاك التاريخ في حياة الوالد وقبل زواجي بسنين طويلة، فما ذنبي؟ فهل له الحق في مطالبتي الآن؟

4- ومطالب أيضًا أن أضم الشقة التي بالإيجار التي أسكن بها إلى منزل الوالد؟ وكيف وهذه الشقة ليست بتمليك؟

5- سألت الأخ الثالث عن عقد إيجار لك من الوالد وإمضاء الوالد عليه قال: نعم، ثم قال إنه ضاع مني، فهل هذا يعقل؟ وما الحكم في حالة وجود العقد أو عدمه؟

السادة الأفاضل الأجلاء.. إن لم أستجب لأوامرهم ولم أنفذها هل أكون عاصيًا وأنانيًّا ومخالفًا لله وللسنة؟ هل هم جميعًا على حق وأنا بذلك أكون عاصيًا ومخالفًا لأوامر الله؟

أرجو من فضيلتكم إجابة كل سؤال على حدة؛ لكي يعرف كل منا ما له وما عليه، ونحن واثقون من علمائنا الأفاضل بما يفتون به من الكتاب والسنة، ولكم الأجر والثواب ويجعله الله في ميزان حسناتكم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- إذا دفعتم لأخيك 10000 جنيه -بلا فوائد- "أنت وباقي الورثة تدفعون على قدر الميراث"؛ صار الدور الأرضي مِلكًا لمجموع الورثة، وعليه هو أن يدفع إيجار هذا الدور للورثة من تاريخ وفاة الوالد أو يحسب من نصيبه من الميراث.

وبالنسبة للأخ الأول الذي بنى طابقًا: يُقيَّم الدور الذي يسكنه كمباني الآن وتدفعون له قيمته، ويدفع لكم أجرة الدور من تاريخ وفاة الوالد مع مقدم الإيجار الذي أخذه، أو يحسب من نصيبه من الميراث، ويقسم المنزل كله على الإرث الشرعي -والله تعالى أعلم-.

كما أن عليك أن يُحدد المبلغ الذي أعانك به الوالد ويأخذ كل واحد من الورثة مثله حتى تكون الهبة بالعدل؛ أي ترد هذا المبلغ على الورثة كأنه دين.

2- اتضحت إجابته إذ أنك ستأخذ أنت والورثة إيجارًا للمحلات نظير ذلك.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية