الأحد، ٥ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

رسالة إلى حاضر الأمة ومستقبلها "الشاب المسلم" (خطبة مقترحة)

رسالة إلى حاضر الأمة ومستقبلها "الشاب المسلم" (خطبة مقترحة)
الأربعاء ١٦ يونيو ٢٠١٠ - ١٨:٢٢ م
13

رسالة إلى حاضر الأمة ومستقبلها "الشاب المسلم" (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مقدمة:

- عبارة مختصرة في بيان أن أعداء الإسلام يمكرون بشباب المسلمين؛ لإفساد أهم قطاع بشري في الأمة الإسلامية.

- بيان بعض وسائلهم: "وسائل الإعلام ومن أخطرها "النت" - المظاهر الكثيرة متابعتهم الغرب".

- ولكن: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) (الطارق:15-17)، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال:30).

1- أهمية الشباب في الأمة الإسلامية:

- أخطر مراحل العمر؛ إذ أن الإنسان يُسأل عنه مرتين، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

- الشاب مرحلة القوة والإعطاء، قال الله -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) (الروم:54).

- الشجر في الشباب يثمر وفي الكبر يضعف، قالت حفصة بنت سيرين -رحمها الله-: "يا معشر الشباب.. اعملوا فإني رأيت العمل في الشباب هو القوة، فالشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله".

- الشباب ضيف لا يعود وفرصة لا تعوض، قال -صلى الله عليه وسلم-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ, وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ, وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ, وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلُكَ, وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ) (رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني).

قال الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يومًا                  فأخبره ما فعل بي الشيب

2- الشباب هم دعاة الحق وحملة الشرائع:

- إبراهيم -عليه السلام- يوم حطم الأصنام كان شابًا:  (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء:60).

- إسماعيل يوم بنى البيت مع أبيه كان شابًا: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات:102).

- أصحاب الكهف يوم ثبتوا على التوحيد كانوا شبابًا: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (الكهف:13).

- عصبة الحق الأول في الإسلام كانوا شبابًا "عمر بن الخطاب 26 عامًا - عثمان 20 عامًا - علي 18 عامًا - زيد بن ثابت 12 عامًا - صهيب 19 عامًا - ... ".

3- صور مشرقة، وصفحات عطرة من حياة الشباب المسلم:

- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "الشاب وأبو الشباب - فدائي الهجرة - قاتل الصناديد - حامل الراية يوم خيبر".

- معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "مقدام العلماء - مات لثلاث وثلاثين سنة - قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنّي لأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ... ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)".

- مصعب بن عمير -رضي الله عنه-: "فتى مكة المدلل - دعوته في المدينة - جهاده واستشهاده يوم أحد - ثناء الصحابة عليه".

- أسامة بن زيد -رضي الله عنه-: "الحِب ابن الحِب - قائد الجيوش في سن الشاب".

- زيد بن ثابت -رضي الله عنه-: "جامع القرآن - قال له أبو بكر -رضي الله عنه-: "إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لا نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ" (رواه البخاري)".

- ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ترجمان القرآن - رفيق عمر -رضي الله عنه- في مجالسه".

- الشافعي: "الفقيه المحدث المصنف في السابعة عشرة سنة".

4- فضل الالتزام بدين الله في الشاب:

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) (رواه البخاري ومسلم)، فذكر منهم: (وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ).

5- وصايا للشباب:

أنواع الشباب ثلاثة: "شاب على معصية وانحراف - وشاب على طاعة والتزام - وشاب مذبذب بين هذا وهذا".

- يا أيها الشاب العاصي: أقبل على التوبة؛ فأنت هدف ورجاء العدو، فلا تشمت أعداء الله في شباب الإسلام، قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا . يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (النساء:27-28)، وقال الله -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53).

- يا أيها الشاب المذبذب: معالم الطريق واضحة، لا تتردد كثيرًا فيوشك الشيطان أن يجرك إلى العصيان الدائم؛ فاستقم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل: (قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ) (رواه مسلم والترمذي).

- ويا أيها الشاب المؤمن الملتزم: إياك والغرور والكبر، وعليك بزيادة الطاعات والإكثار من الخيرات "كَبِرِّ الوالدين - توقير الكبير - تعلم العلم النافع - الدعوة إلى الله -تعالى-...".

6- ختامًا: إليك بعض التحذيرات والمقترحات:

أما التحذيرات:

- احذر أصحاب السوء: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ... ) (الكهف:28).

- احذر الإعلام الفاسد، ومكايد الأعداء: (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ... ) (البقرة:221).

- احذر التسويف: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ... ) (المؤمنون:99).

وأما المقترحات:

- حفظ عشر آيات كل يوم أو صفحة من كتاب الله.

- المحافظة على صلاة الفجر في جماعة، واجعل لنفسك عقوبة إذا تخلفت يومًا.

- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأدائها في خشوع وتدبر.

- قراءة كتاب أو سماع محاضرات عن حياة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجهادهم.

- حضور مجالس علم بطريقة منتظمة؛ للانتهاء من منهج أو كتاب، ثم العمل بالدعوة من خلاله.

- لا مانع من جعل جزء من الوقت خلال الأسبوع لشيء من اللهو المباح الذي ليس معه عصيان أو كشف عورات.

نسأل الله -تعالى- أن يصلح شباب الإسلام، وأن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة