السؤال:
استأجر والدي شقة منذ 25 سنة بنظام القانون القديم، وتُوفي منذ 11 سنة،
وجلست أنا وأمي وأخواتي البنات في الشقة وتزوجنا جميعًا، وكان آخر زواج لأختي
الصغيرة منذ أيام، وقررت العودة إلى شقة أمي؛ لكي أقيم معها، علمًا بأن ليس لي أي
شقة سواء تمليك أو إيجار قديم، ولكن كنت أسكن في شقة إيجار جديد، وانتهى العقد من
شهرين، وعندما قررت الرجوع وجدت صاحب العقار يمنعني، ويقول لي: "لا يجوز لك
شرعًا فعل ذلك".
فهل من حقه شرعًا منعي من الإقامة مع والدتي في الشقة؟! ويقول لي: "ممكن
تقعد مع أمك مدة ويكون لك شقة أخرى تجلس فيها مدة"؛ أي يريد عدم إثبات أني
مقيم بالشقة خوفًا منه أن أصبح وريث للشقة بعد وفاتها -أمد الله في عمرها-، وأنا
أنوي -إن شاء الله- عندما يكون معي مال كافي لشراء شقة أخرى أن أترك لهم هذه الشقة
فورًا دون أن آخذ أي مبالغ من صاحب العقار؟ أرجو من فضيلتكم الإفادة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فشرعًا لا حق لكم في
تورث الشقة من أبيكم؛ لأنها ليست ملكًا له، والإيجار القديم غير محدد المدة غير
شرعي، والتحايل بإقامتك مع والدتك لأخذ هذه الشقة من بعدها أكل لمال صاحب العقار
بالباطل، وطالما وسَّع الله الأمر بالإيجار الجديد؛ فلا يجوز لك، بل ولا لأمك
الاستمرار في الإيجار القديم دون رضا صاحب العقار، إلا لو كان أبوك قد دفع خلوًا
أو مقدمًا لم ينته بعد؛ فلكم البقاء فيها المدة التي لا يزال يخصم فيها من المقدم،
والخلو يحسب كمقدم يخصم منه ما يماثل قيمة الإيجار؛ لأن العرف جرى بذلك، وكذلك إذا
اشترط المستأجر مدة معينة ومات خلالها؛ ورث منافع الشقة ورثته إلى أن تنتهي.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com
