السبت، ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حقوق الزوج (خطبة مقترحة)

حقوق الزوج (خطبة مقترحة)
الثلاثاء ٠٦ يوليو ٢٠١٠ - ١٤:١١ م
11

حقوق الزوج (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مقدمة:

- السعادة الزوجية مطلب ضروري للمؤمنين: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (الفرقان:74).

 - نريد بالحقوق الزوجية ما بسببه تستقيم حياة الزوجين، فيطالب كلٌّ صاحبَه به إذا قصر.

- مدار الحياة الزوجية على قوله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء:19).

تنبيه: لا يخلو بيت من الخلافات الزوجية:

- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ) (رواه مسلم).

- قالت امرأة عمر له: "وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟! فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ..." (متفق عليه).

- وقال -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-: (إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى) قَالَتْ: فَقُلْتُ: "مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟!"، فَقَالَ: (أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قُلْتِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ) قَالَتْ: قُلْتُ: "أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ إِلا اسْمَكَ". (متفق عليه).

- استأذن أبو بكر على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: "يا ابنة أم رومان -وتناولها- أترفعين صوتك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، فحال النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبينها، فلما خرج أبو بكر جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لها يترضاها: (أَلا تَرِينَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنُ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟)، ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها، فأذن له فدخل، فقال له أبو بكر: "يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما". (رواه أحمد، وصححه الألباني).

أولاً: حق الزوج:

1- وجوب طاعته في المعروف:

- القانتة هي الزوجة المطيعة، قال الله -تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء:34).

- تعرف مكانة زوجها التي جعلها الله له، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَصْلحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَر وَلَوْ صَلحَ لِبَشَر أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَر لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

ويدل على ذلك أيضًا ما روي من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما رجع من أحد، وقتل من قتل؛ جاءت حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- تستقبل القوم، فقيل: "احتسبي أخاك عبد الله بن جحش"، فقالت: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقيل: "احتسبي خالك حمزة بن عبد المطلب"، قالت: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقيل: "احتسبي زوجك مصعب بن عمير"، فقالت: "واحزناه"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ زَوْجَ الْمَرْأَةِ مِنْهَا لَبِمَكَانٍ".

- سبب للجنة أو النار: عَنْ حُصَيْنِ بن مِحْصَنٍ، عَنْ عَمَّتِهِ، أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَاجَةٍ، فَقَضَى لَهَا حَاجَتَهَا، ثُمَّ قَالَ: (أَذَاتُ بَعْلٍ أَنْتِ؟)، قَالَتْ: "نَعَمْ"، قَالَ: (فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟) قَالَتْ: "مَا آلُوَهُ إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ"، قَالَ: (فَانْظُرِي كَيْفَ أَنْتِ لَهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ) (رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وصححه الألباني).

- حقه خطير يرهب القلوب المؤمنة: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: أتى رجل بابنته إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج"، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَطِيعِي أَبَاكِ)، فقالت: "والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته، قال: (حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ لَوْ كَانَتْ بِهِ قُرْحَةٌ فَلَحَسَتْهَا أَوِ انْتَثَرَ مِنْخَرَاهُ صَدِيدًا أَوْ دَمًا ثُمَّ ابْتَلَعَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ)، قالت: "والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدًا"، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُنْكِحُوهُنَّ إِلا بِإِذْنِهِنَّ) (رواه البزار وابن حبان، وقال الألباني: حسن صحيح).

- أعظم من حق الوالدين، يُروى عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أي الناس أعظم حقًا على المرأة؟"، قال: "زَوْجُهَا"، قلت: "فأي الناس أعظم حقًا على الرجل؟"، قال: "أُمُّهُ" (رواه الحاكم، وضعفه الألباني).

2- إعانته على طاعة الله:

- قال الله -تعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة:2)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم:6)، وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل:97).

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (قَلْبٌ شَاكِرٌ، وَلِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ صَالِحَةٌ تُعِينُكَ عَلَى أَمْرِ دُنْيَاكَ وَدِينِكَ خَيْر مَا اكْتَنَزَ النَّاسُ) (رواه البيهقي في شعب الإيمان، وصححه الألباني).

- قصص وعبرة: الزوجان اللذان تحولا بعد الطاعة إلى التفريط والمال والدنيا؛ كانت النهاية: "أنتِ طالق"!

3- استئذانه فيما لابد من إذنه له:

- الخروج: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ) (رواه مسلم).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إذا خرجت من داره بغير إذنه فلا نفقة لها ولا كسوة".

- الصيام: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ) (متفق عليه).

- الصدقة: قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "وَلاَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَصَدَّقَ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِهِ" (رواه أبو داود، وقال الألباني: صحيح موقوفًا).

- إدخال الناس بيته: قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَلا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ) (متفق عليه).

- لما مرضت فاطمة -رضي الله عنها- أتاها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، فاستأذن عليها؛ فقال علي -رضي الله عنه-: "يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك"، فقالت: "أتحب أن آذن؟"، قال: "نعم"، فأذنت له" (رواه البيهقي، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: هذا إسناد جيد قوي).

4- حفظ ماله وعياله، وتدبير شئون منزله:

- وجوب خدمة المرأة لزوجها من مثلها لمثله: "فاطمة -رضي الله عنها- كانت تخدم عليًا - أسماء مع الزبير - عمة حصين".

- حفظ ماله وعياله: قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ؛ أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ) (متفق عليه).

5- التبعل والتزين:

- إذا نوت المرأة بالتزين لزوجها حسن التبعل له، وحسن العشرة، وإعفافه عن الحرام؛ كانت ضمن من قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا؛ قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني).

- المتبذلة مخالفة لفطرة المرأة: قال الله -تعالى-: (أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (الزخرف:18).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة