الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رمضان وصفعة قوية على وجوه العالمانيين

رمضان وصفعة قوية على وجوه العالمانيين
الثلاثاء ٢٤ أغسطس ٢٠١٠ - ١٥:١٩ م
9

رمضان وصفعة قوية على وجوه العالمانيين

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما أروع رمضان وما أجمله! وما أبهاه!

لقد عاش المسلمون في مصر أيامًا لن تتكرر إلا كل عام، لقد ارتسمت الفرحة برمضان على وجوه المصريين في كل مكان من أرجاء مصر. لقد امتلأت المساجد بالمصلين في جميع أوقات الصلوات، وخصوصًا في وقت صلاة التراويح حيث ازدحم الناس في لهفة شديدة؛ لأداء تلك الشعيرة التي قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قام رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).

إن مسجدًا واحدًا في الإسكندرية يصلي التراويح فيه -كما ورد في بعض الصحف- مائتان وخمسون ألف مصلٍّ كل ليلة.. الله أكبر!

أرادوها عالمانية فأبى المصريون إلا أن يجعلوها مسلمة، أراد العالمانيون المصريين منسلخين عن دينهم؛ فأبى المصريون إلا أن يكونوا مسلمين!

- الله أكبر! سائقو سيارات الأجرة يتوقفون في كل مكان أمام بيوت الله؛ لأداء الصلوات الخمسة في مواقيتها في جماعة غير منشغلين بالرزق، لقد تعلموا في رمضان أن الأرزاق بيد الله، وأنها في السماء وأنها ليست بيد مخلوق على وجه الأرض، (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ . فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (الذاريات:22-23).

- الله أكبر! بائع الفاكهة على عربة يد يجوب الشوارع بحثًا عن لقمة العيش، يترك بضاعته بلا حرس -إلا الله-! ويدخل المسجد ليؤدي الصلاة في جماعة، فسألته: ألا تخشى من سرقة بضاعتك؟! فقال لي: لا، ألا ترى أخلاق الصائمين كيف تحسنت؟!

- الله أكبر! أرادها العلمانيون حرية عنوانها: الفساد والرذيلة والتعري وحرية الاعتقاد؛ فأبى المصريون إلا أن يجعلوها حرية منضبطة بالضوابط الشرعية، فلا بأس بالحرية إذا كان مقصودًا بها تحرير المسلم من عبودية غير الله إلى عبادة الله وحده -عز وجل-.

الله أكبر! لقد هرب المصريون من شواطئ البحار حيث التعري والفساد والفسق والفجور، إلى بيوت الرحمة مرحبين بشدة الحر ما داموا يحققون العبودية لله -عز وجل- وحده، متذكرين قول الله -عز وجل-: (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة:81).

- الله أكبر! لقد فرَّ المصريون من شواطئ البحار إلى الله -عز وجل- رغم الإعلانات والإغراءات، والنداءات المتكررة من القائمين على هذه الشواطئ تدعوهم إلى قضاء رمضان كمصطافين على تلك الشواطئ.

- الله أكبر! أرادها العالمانيون فصلاً للدين عن الحياة فرد عليهم المصريون بأعلى صوت: لا قيمة للحياة بغير الدين، فتحركوا في المجتمع منذ طلوع الفجر إلى فجر اليوم التالي، مستصحبين دين الله في كل شئون حياتهم اليومية: صيامًا، وصلاة، وصدقة، وعمرة، وصلة رحم، وإظهارًا لمحاسن الأخلاق في أبهى صورها، مستصحبين قول الله -عز وجل-: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).

- الله أكبر! لقد صفع رمضان العالمانيين صفعة قوية على وجوههم.  لقد ضاعت أموالهم المبذولة، وجهودهم المحمومة طوال العام في صرف المصريين عن دينهم، والسخرية من أهل الحق، والاستهزاء بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتطاول على صحابته الكرام -رضي الله عنهم-.

- الله أكبر! فما أفلحت جهود العلمانيين وما أثمرت إلا الخيبة والعار؛ فانزووا ولم يجدوا حتى حمرة الخجل، وخرج المصريون يُعبرون عن فرحتهم برمضان بشتى الصور، وملأوا بيوت الله -عز وجل-، والتفوا حول العلماء والدعاة من أهل السنة والجماعة، يصلون خلفهم ويستفتونهم في أمور دينهم.

- وأما هؤلاء فقد ملأ الغيظ قلوبهم وهم يطلون على هذا المنظر الفريد، منظر المصريين في رمضان، ولسان حالهم يقول: أسبوع في رمضان يفعل بالمصريين هذه الأفاعيل!

أسبوع واحد في رمضان تتحقق فيه العبودية لله بكامل صورها!

أسبوع واحد في رمضان يوحد المسلمين في مصر ويجمعهم تحت راية: "لا إله إلا الله محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"!

- ونحن نقول لهم: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران:119)، لقد ذهبت جهودكم طول العام في إخراج المسلمين عن دينهم هباءً، لقد أنفقتم أموالاً طائلة من خلال تبوئكم وتصدركم في أماكن لستم أهلاً لها، ولكنكم أنفقتموها فكانت عليكم حسرة، وكانت الغلبة في النهاية للإسلام.

- نقول لهم: إن مصر مسلمة، وأهلها مسلمون، وأنتم يا معشر العالمانيين لا تصلحون أبدًا عنوانًا لها.

- ونداؤنا إلى شباب الصحوة الإسلامية:

إن المعركة مع العالمانيين لم تنته بعد.

إن كان المسلمون قد انتصروا في رمضان فلا تزال المعركة مستمرة، (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة:32)؛ فاستغلوا الطاقة الرمضانية الهائلة في شحذ هممكم للذود عن دينكم، وسنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- دون خجل ولا استحياء؛ متسلحين بالحكمة والموعظة الحسنة، والله معكم وهو -سبحانه- غالب على أمره.

وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية