السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول قوله -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)

حول قوله -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
الخميس ١٦ سبتمبر ٢٠١٠ - ١٥:٤٩ م
15

السؤال:

قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11)، كيف يكون التحدث بنعمة الله دون أن يكون فخرًا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنسبة النعمة إلى الله -تعالى- والتحدث بنعمة الله يشمل التحدث بنعمة الإسلام والقرآن والدعوة إلى الله -عز وجل-؛ فإن هذا من أعظم التحديث بأعظم نعمة، والتحدث بنعم الله -تعالى- بحيث لا يشكو الإنسان الخالق إلى المخلوق، بل يذكر ما منَّ الله به مما أغناه به، ليس كما يفعل كثير من الناس يقولون: "نحن في شدة، نحن في فقر، نحن في حالة سيئة، الأوضاع صعبة، الأسعار غالية، الصحة مريضة"؛ من أجل أن يدرأ العين كما يظن، أو حتى لا يحسده الناس، أو لا يشاركوه في نعمته، أو لكيلا ينفق في سبيل الله، كل هذه من الأمراض، فمن أنعم الله عليه بنعمة يذكرها، ويقول: "قد كنت فقيرًا فأغناني الله، كنت أعمى فرد الله علي بصري"، كما قال الرجل الأعمى الذي ابتلاه الله مع الأقرع والأبرص، فرضي الله لما ذكر نعمة الله وسخط على صاحبيه، ويذكر ذلك مع الاعتراف بأنه كان فقيرًا وعاجزًا، وأن الله هو الذي منَّ عليه، لا أن يفتخر ويقول: "أنا"، فأنا هذه التي يجوز أن يُقال فيها: "أعوذ بالله من كلمة أنا"، وليس كل كلمة "أنا" يستعاذ منها، لكن "أنا" التي فيها الفخر، والإعجاب بالنفس، ونسبة الفضل إلى نفسه، كـ: "أنا الذي فعلت، أو الآباء، إنما ورثته كابرًا عن كابر، أنا الذي صنعت هذا المجد، أنا الذي كسبت هذا المال، أنا الذي وصلت إلى هذا.."، نعوذ بالله من هذا، هذا هو الضرر العظيم.

فحدِّث بنعمة الله -تعالى- من لا يعرف بالحسد أو العين، ومن يذكِّرك بالله حتى تنفق في سبيل الله، وتتحدث بنعمة الله -تعالى- عند قوم يكثرون الشكوى من الله -عز وجل- فتكون لهم قدوة صالحة في شكر نعمة الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية