الاثنين، ٢٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٦ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل التضييق عليها وعلى زوجها لأجل التزامهما بلاء بسبب ذنوبهما أم ابتلاء لهما

هل التضييق عليها وعلى زوجها لأجل التزامهما بلاء بسبب ذنوبهما أم ابتلاء لهما
السبت ١٨ سبتمبر ٢٠١٠ - ١٥:٥٣ م
11

السؤال:

أنا -ولله الحمد والمنة- اخترت أن أعيش بما يرضي الله، وأن أتحرى السُّنة في ما أفعل رغم أنني ببلدي كالغريبة، كنت أدرس وارتديت الحجاب الشرعي، وتزوجت على السنة؛ فأصبحت وعائلتي محل سخرية من الجميع وأصبحت أحس أنني عاقة لوالدي لأنهما ليسا راضيين علي وعلى نقابي.

زوجي كان أستاذًا للتعليم الثانوي مادة التصرف فأدخل السجن لأنه ملتح، ومنذ ذلك الحين وظروفنا المادية تزداد سوءًا، وقد ضيق علينا لدرجة أننا منذ سنتين بصدد البحث عن عمل دون جدوى، المشكل الآن أنني أحس بضعف شديد في ديني ويؤرقني جدًا مسألة أنني أحس بهواني على الله، وأنني أذلني ربي بسبب ذنوبي؛ لهذا تزداد حالتي سوءًا كلما ساعدني أحدهم، وأود أن أنزع نقابي وأخرج للعمل حتى لا أكون المسلم الضعيف محل شفقة الناس.

لقد تعكرت علاقتي بزوجي بسبب نفسيتي المتعبة، أحس بالهوان والذل، كما أن عائلته تحملني المسؤولية في سجنه بسبب النقاب.

أفتوني هل أنا ممن قلب قلبه عن ربه؟ هل هذا بسبب ذنوبي؟ كيف أعرف إن كان ابتلاءً أم بلاءً؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فاصبري واحتسبي، وإياك وشعور اليأس والإحباط، بل أنتِ أعزك الله وزوجك بطاعته حين أذل الآخرين وخذلهم بمعصيته، فالذليل من خالف أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال: (وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

وهل مِنْ أعز مِنْ أن تكونوا من ورثة الرسل وأتباعهم: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ . فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ . عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المطففين:29-36)؟!

فلا تتعكر علاقتكِ بزوجك، وأمِّلي رجاءك في الله؛ فإن بعد العسر يسرًا، وإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب.

ولا تخلعي نقابك، وابحثي عن عمل -إن تيسر-، وأنتِ مأجورة -إن شاء الله-، واجتهدي في كثرة الذكر والصلاة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) (البقرة:45).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية