الأحد، ٢٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

الرد على من يجيز الصلاة في مساجد الأضرحة التي يفصل بينها وبين المسجد جدار

الرد على من يجيز الصلاة في مساجد الأضرحة التي يفصل بينها وبين المسجد جدار
الاثنين ٢٠ سبتمبر ٢٠١٠ - ١٧:٥٨ م
24

السؤال:

كيف نرد على من يقول بجواز الصلاة في مسجد به قبر إذا كان القبر في الخلف وبينه وبين المسجد جدار؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول لله، أما بعد؛

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ) (رواه مسلم)، ولم يقل -صلى الله عليه وسلم- إذا كان في مقدمة أو مؤخرة، وبلا شك أن وجود الجدار مثل وجود المقصورة الحديدية، فلماذا جُعلَ الجدار هو الذي يصلح ليكون فاصلاً ولم تُجعل المقصورة فاصلاً؟!

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم سلمة وأم حبيبة لما ذكرتا الكنيسة التي رأينها بأرض الحبشة: (إِنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (متفق عليه)، ولم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم- هل كان القبر في المقدمة أو كان في المؤخرة؟ هل وجدتم جدارًا أم لم تجدوا جدارًا؟ فالعبرة أنهم بنوا عند القبر مسجدًا تعظيمًا للقبر، فبنوا على القبر مسجدًا، ومعلوم أن الكنيسة كانت كبيرة جدًا، وفيها تصاوير كبيرة والقبر صغير "متر في مترين"، فلابد أن يكون القبر في جانب من جوانبها، وليس أنه بنيت عليه الكنيسة على قدر القبر فقط، فلم يستفصل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: (أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ)، وقال: (لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)؛ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. (متفق عليه)، وقال: (إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ) (رواه أحمد، وصححه الألباني). فأين هذا التفصيل في هذه الأحاديث؟! الأحاديث أطلقت.

ومعلوم أن المسجد لابد أن يكون أوسع من القبر، ولابد أن يكون القبر في أحد جوانبه؛ فلما لم يفصِّل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأطلق الكلام دل على استواء الأحكام سواء أكان القبر في المقدمة أو في المؤخرة، وإن كان في المقدمة أغلظ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ تُصَلُّوا إِلَى الْقُبُورِ وَلاَ تَجْلِسُوا عَلَيْهَا) (رواه مسلم)، فالصلاة إلى القبر منكر إضافي، ولكن عمومًا كل من بنى عند القبر مسجدًا فقد اتخذه مسجدًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية