الجمعة، ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل يجب مفارقة المرأة والدار والدابة إذا كان فيهم من الشؤم

هل يجب مفارقة المرأة والدار والدابة إذا كان فيهم من الشؤم
الأربعاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٠ - ١٨:١١ م
14

السؤال:

في حديث: (وَالشُّؤْمُ فِي ثَلاَثٍ: فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَالدَّابَّةِ) (متفق عليه)، فهل تجب فرقة هذه الأشياء الثلاثة وإلا أثم الإنسان؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه الفرقة لهذه الأشياء قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة؛ فإذا كان لا يتمكن من طاعة الله -تعالى- الواجبة عليه إلا بمفارقتها وجبت المفارقة، كدار طافحة بالنجاسة كل يوم -مثلاً- فلا يستطيع أن يصلي ولا تحسن امرأته أن تصلي فيها، فيلزمه أن يبحث عن سكن مناسب، أو دار جيرانها تجار مخدرات لو ظل فيها لأفسدوا عليه أولاده، أو يخاف على بناته، فتلزمه المفارقة، وقد يكون مستحبًا إذا أمكنه طاعة الله -تعالى- وترك الحرام بعدم المفارقة.

فالحديث أثبت أن الشر في هذه الثلاث شر مستديم مستمر، فينبغي أن يفارقه الإنسان، وليس هذا مِن نفس باب الطيرة، بل الشؤم والشر أي: أن الشر والسوء الذي في هذه الثلاثة يتجنب لأجل ملازمة الثلاثة للإنسان، وهو أمر مبني على أسباب ظاهرة لا على أسباب باطنة، فليس هذا من جنس التشاؤم بأن البومة إذا حلت بمكان فسوف يموت إنسان، وأن الغراب إذا نعق سوف يمرض أو يخرب ذلك المكان، فهذا هو التشاؤم المذموم، وأما أن الدابة تكون كثيرة التوقف والتعطل، والدار تكون ضيقة سيئة الجيران قليلة المرافق، والمرأة تكون سليطة اللسان سيئة الخلق دائمة المنازعة؛ فيبادر الإنسان إلى ترك هؤلاء والمفارقة لهم، لأن هؤلاء الثلاثة ملازمتهم للإنسان ملازمة خطيرة دائمة، فالشر فيها ينبغي أن يبتعد الإنسان عنه.

فتفسير الشؤم في ثلاث أن هذه الثلاثة الشر فيها أخطر وأشد من غيرها، فهي أعيان قد تكون مشئومة لما فيها من الشر الظاهر، وليس ربطًا بأسباب باطنة، ليس بأن يقول: إنه بمجرد زواجه مثلاً خسر صفقة، فيقول: "امرأة مشئومة" وهي طيبة ملتزمة، بل هذا هو التطير المذموم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية