الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

(وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (خطبة مقترحة)

(وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (خطبة مقترحة)
الثلاثاء ١٢ أكتوبر ٢٠١٠ - ١٣:٥٤ م
11

 (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الغرض من الخطبة:

مواجهة الهجمة الشرسة، والجرأة العجيبة التي يقوم بها الأحبار والرهبان في الآونة الأخيرة.

1- مقدمة:

حال العالم قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وظهور دين الإسلام:

- كان العالم يعيش أسوأ مراحل حياته على جميع المستويات؛ لا سيما الناحية الدينية.

- الأمم التي كانت في هذا الوقت وبيان ضلالها عن منهج التوحيد: "الروم النصارى وعبادة المسيح - الفرس وعبادة النار - اليهود وعبادة المال والطعن في الله وأنبيائه - الهند وعبادة الحيوانات والحشرات - العرب وعبادة الأوثان".

- سنة الله إرسال الرسل في مثل ذلك: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل:36).

- بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- بالدين العالمي: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33).

- الإسلام والتوحيد لإخراج البشرية من الظلمات: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (الحديد:9).

2- الحرب العالمية على الإسلام:

- أما العرب المشركون فقد استعظموا توحيد الله بالعبادة: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (ص:5).

- وأما الفرس المستكبرون فمزقوا كتاب رسول الله؛ فمزق الله ملكهم بعد ذلك.

- وأما اليهود والنصارى فكان موقفهم عجبًا! فهم الذين جاء خبره -صلى الله عليه وسلم- في كتبهم: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ.. ) (الأعراف:157).

وهم الذين كانوا يتحدون العرب عند التنازع بأنهم سيقاتلون من وراء نبي الزمان الذي سيظهر: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة:89).

3- الأحبار والرهبان يشتدون في مواجهة انتشار الإسلام:

- انتشار دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبداية الدولة الإسلامية في المدينة.

- إسلام بعض اليهود والنصارى، بل أسلم بعض علمائهم وعبادهم: "قصة إسلام عبد الله بن سلام - إسلام سلمان الفارسي - إسلام عدي بن حاتم".

- الأحبار والرهبان يشتدون بالأكاذيب: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى) (البقرة:111)، (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (المائدة:18).

- القرآن يفضح كذبهم: (تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:111)؛ (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ..) (البقرة:113)؛ فكيف مع هذا التناقض تدعون ذلك؟!

- القرآن يكذبهم في ادعاء اتباع إبراهيم -عليه السلام- للتغرير بالجهلة: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمرن:67).

- ثم إن ملة إبراهيم -عليه السلام-: التوحيد، وأما ملتكم: التثليث والجحود والتطاول على الله! (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ . وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة:130-134).

4- وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ:

- لقد حاول رموز الكفر من الأحبار والرهبان خداع من حولهم وأتباعهم بالأكاذيب؛ حفاظًا على الأموال والرياسات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:34).

- القرآن يفضح محاولتهم لصد من يعتنق الإسلام: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (آل عمران:99).

- لقد كان الأحبار والرهبان يحرمون على أتباعهم التفكير، وإنه ليس للأتباع إلا التسليم بلا فهم حتى حرموا عليهم حتى يتزوجون وحتى يطلقون وحتى كذا وكذا..! وهي سنة فرعون: (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (غافر:29)!

- (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ) (فاطر:43): "إسلام أقرب الناس لرمز الكفر".

- إسلام السحرة والأعوان: (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ . قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) (الأعراف:120-122).

- إسلام الأقارب "ابن عمه": (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ..) (غافر:28).

- إسلام الخدم والحشم: قال الفرعون للماشطة: "ألك رب غيري؟! قالت: ربي وربك الله".

- المفاجأة الكبرى "إسلام الزوجة": (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم:11)(1).

5- الإسلام دين الله ولو كره الكافرون:

- جاء الإسلام ليلغي عبودية البشر للبشر على أي صورة من الصور: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) (الأعراف:59).

- جاء الإسلام لتكون العبودية في البشر كما هي في سائر الكون: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83).

- إنه الدين الذي ارتضاه رب العالمين للناس: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3).

- ملك المسلمون الجزيرة في أقل من ربع قرن، قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لا أَدَعَ إِلا مُسْلِمًا) (رواه مسلم).

- وسيملكون العالم كله -إن شاء الله-، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً: قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً) يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ (رواه أحمد، وصححه الألباني).

6- اسألوا الواقع والإحصائيات:

- انتشار الإسلام في الغرب وعودة المسلمين إلى دين ربهم بالصحوة الحالية.

- الإحصائيات تخبر بأن انتشار المسلمين في أوروبا والغرب وصل إلى معدلات مرتفعة في بعض البلدان.

- هناك تقارير متعددة تشير إلى أن الإسلام هو الأكثر والأسرع انتشارا حول العالم بما فيها أمريكا وأوربا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يحسن بالخطيب أن يقف مع قصة إسلام امرأة الفرعون مركزًا على جوانبها كلها:.

- تيقنها من فساد عقيدة زوجها رمز الكفر.

- الإيمان وأثره في النفوس "تركها للمنصب بسبب الإيمان".

- الطمع فيما عند الله يهون عذاب الدنيا.

- صبرها على عذاب الدنيا في سبيل دينها.

- جزاؤه عند الله.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة