السؤال:
-
قرأنا فتواكم عن كسوة الجدران، فماذا عن كسوة الكعبة المشرفة؟ وهل كان هذا الأمر
معمولاً به زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة
والسلف الصالح؟
- وكذلك ماذا
عن غسل الكعبة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
- فكسوة الكعبة مستثناة
من النهي عن ستر الجدران؛ لفعل الصحابة -رضي الله عنهم-، ومَن بعدهم من أهل العلم،
وإقرارهم ذلك دون نكير؛ تعظيمًا للكعبة، وقد ورد في الإنكار على من ستر الجدران عن
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ،
فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا، فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى، فَقِيلَ
لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا
شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ قَالَ: (أَسْتَوْدِعُ
اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَاتِكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ)، قَالَ:
فَرَأَى رَجُلاً ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَّعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةٍ، قَالَ:
فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا وَمَدَّ يَدَيْهِ وَمَدَّ
عَفَّانُ يَدَيْهِ وَقَالَ: (تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ
الدُّنْيَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ)، أَي أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعَ
عَلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: (أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ
إِذَا غَدَتْ عَلَيْكُمْ قَصْعَةٌ وَرَاحَتْ أُخْرَى، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي
حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ
الْكَعْبَةُ). فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ: أَفَلاَ أَبْكِى
وَقَدْ بَقِيتُ حَتَّى تَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ. (رواه البيهقي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).
وقال ابن عمر -رضي الله عنهما- لرجل دعاه إلى
وليمة وقد ستر الجدر: "يا فلان، متى تحولت الكعبة في بيتك؟!" (رواه أحمد في الزهد).
- وغسل الكعبة
أيضًا معمول به تعظيمًا لها.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com