السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول أهل الفترة ومن لم يسمع بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-

حول أهل الفترة ومن لم يسمع بدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-
السبت ٣٠ أكتوبر ٢٠١٠ - ١٤:٥٩ م
12

السؤال:

نحن نعلم أن رسولنا محمد -صلي الله عليه وسلم- قد بعث للناس كافة بعد فترة من الرسل بعثوا إلى أقوام بأعيانهم، وبعد أن حرَّف أهل الكتاب من اليهود والنصارى كلاً من التوراة والإنجيل.

وقد أمضى -عليه الصلاة والسلام- حياته يدعو إلى الله -تعالى- في مهمة رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، وعند موته -صلى الله عليه وسلم- كان الإسلام قد ساد جزيرة العرب كافة وطهرت من الشرك والضلال، ولكن سؤالي حول ملايين من الناس الذين ربما لم يسمعوا بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أبدًا، ولم يعرفوا القرآن البتة كبلاد الصين وأفريقيا في ذلك الوقت، بل بلاد فارس والروم لم تسلم إلا -بفضل الله- في الفتوحات الإسلامية المباركة التي قام بها الصحابة -رضوان الله عليهم-.

بل حتى في يومنا هذا هناك الملايين من البشر في الأمريكيتين، وروسيا، وأسيا، وأفريقيا لا يعرفون شيئًا عن الإسلام، ولا عن رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- رغم تطور العلم في مجال تواصل البشر ببعضهم البعض.

وأنا أقول ذلك من واقع أسفاري واختلاطي بالناس في العديد من البلاد التي ذكرت أنفًا، والسؤال: ما هي نظرة الشريعة لهؤلاء الناس سواء من أهل الكتاب أو من الملحدين الذين ماتوا، والأحياء.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فكل مَن لم يسمع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته، ولا عن دعوة التوحيد عن أي نبي من الأنبياء فهو معذور وغير معذب، ويمتحن يوم القيامة؛ للحديث الصحيح: (أرْبَعَةٌ يَحْتَجُّونَ يَوّمَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أصَمُّ لا يَسْمَعُ شَيْئًا، وَرَجُلٌ أحْمَقُ، وَرَجُلٌ هَرِمٌ، وَرَجُلٌ ماتَ في فَتْرَةٍ؛ فأَمَّا الأَصَمُّ فَيَقُولُ: رَبِّ لَقَدْ جاءَ الإِسْلامُ وما أسْمَعُ شَيْئاً، وأمَّا الأَحْمَقُ فَيَقُولُ: رَبِّ جاءَ الإِسْلامُ وما أعْقِلُ شَيْئًا والصِّبْيانُ يَحْذُفُونَنِي بالبَعَرِ، وأمَّا الهَرِمُ فَيَقُولُ: رَبِّ جاءَ الإِسْلاَمُ وما أعْقِلُ شَيْئاً، وأمَّا الَّذِي ماتَ في الفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ ما أتانِي لَكَ رَسُولٌ فَيأْخُذُ مَواثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسَلُ إلَيْهِمْ أنِ ادْخُلُوا النَّارَ فَمَنْ دَخَلَها كانَتْ عليهِ بَرْداً وَسَلاماً ومنْ لَمْ يَدْخُلْها سُحِبَ إلَيْها) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني).

وقد قال الله -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) (الإسراء:15)، وقال -تعالى-: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (الأنعام:19)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (رواه مسلم)، فعلق أمر العذاب على السماع به.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية