السؤال:
هل يجوز لمن أراد الحج متمتعًا بعد تحلله من عمرة التمتع التي قدم بها مكة
أن يعتمر من التنعيم عن أحد أقاربه الذين توفاهم الله؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
نعم، يجوز ذلك، كما
اعتمرت عائشة -رضي الله عنها- من التنعيم، وظاهر الحديث أن أخاها عبد الرحمن قد
اعتمر معها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اخْرُجْ
بِأُخْتِكَ الْحَرَمَ فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ ثُمَّ افْرُغَا مِنْ طَوَافِكُمَا..)
(متفق عليه)، والحديث بطوله: عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ
وَحُرُمِ الْحَجِّ فَنَزَلْنَا سَرِفَ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَصْحَابِهِ: (مَنْ لَمْ يَكُنْ
مَعَهُ هَدْيٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً فَلْيَفْعَلْ وَمَنْ كَانَ
مَعَهُ هَدْيٌ فَلا). وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- وَرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ذَوِي قُوَّةٍ الْهَدْيُ فَلَمْ تَكُنْ
لَهُمْ عُمْرَةً فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَأَنَا أَبْكِي فَقَالَ: (مَا يُبْكِيكِ؟).
قُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ لأَصْحَابِكَ مَا قُلْتَ فَمُنِعْتُ الْعُمْرَةَ.
قَالَ: (وَمَا شَأْنُكِ؟). قُلْتُ: لا أُصَلِّي.
قَالَ: (فَلا يَضِرْكِ أَنْتِ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ كُتِبَ
عَلَيْكِ مَا كُتِبَ عَلَيْهِنَّ فَكُونِي فِي حَجَّتِكِ عَسَى اللَّهُ أَنْ
يَرْزُقَكِهَا). قَالَتْ: فَكُنْتُ حَتَّى نَفَرْنَا مِنْ مِنًى
فَنَزَلْنَا الْمُحَصَّبَ فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: (اخْرُجْ بِأُخْتِكَ الْحَرَمَ فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ ثُمَّ
افْرُغَا مِنْ طَوَافِكُمَا أَنْتَظِرْكُمَا هَا هُنَا) فَأَتَيْنَا فِي
جَوْفِ اللَّيْلِ. فَقَالَ: (فَرَغْتُمَا؟).
قُلْتُ: نَعَمْ. فَنَادَى بِالرَّحِيلِ فِي أَصْحَابِهِ فَارْتَحَلَ النَّاسُ
وَمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ صَلاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ خَرَجَ مُوَجِّهًا إِلَى
الْمَدِينَةِ (متفق عليه).
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com