السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل يكفر مَن أتى الكفر ظانًا أنه معصية، وحول قاعدة: "مَن لم يُكفـِّر الكافر فهو كافر"؟

هل يكفر مَن أتى الكفر ظانًا أنه معصية، وحول قاعدة: "مَن لم يُكفـِّر الكافر فهو كافر"؟
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١١ - ١٨:١٢ م
16

السؤال:

1ـ هل يكفر إنسان عمل عملاً كفريًا وهو يظنه ذنب فقط؟

2ـ قاعدة: "مَن لم يكفر الكافر فهو كافر". وتفريع البعض عليها: "مَن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع". ما دليلها؟ وما حكم التوسع فيها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فإذا سب الله ورسوله أو كذب القرآن وهو يظن أنها صغيرة كفر (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) (التوبة:65-66).

وقال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (آل عمران:23-24)، فاليهود ظنوا أن عدم اتباعهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- معصية يبقون فيها في النار أيامًا معدودات، ولم يظنوا أنها كفر؛ فلم ينفعهم ذلك.

2- قاعدة: "من لم يُكفـِّر الكافر فهو كافر"، ليست نصًا مِن كتاب ولا سنة ولا إجماع، وإن كان المعنى الصحيح لها أن: مَن لم يكفر الكافر المقطوع بكفره: كإبليس؛ وفرعون فهو مُكذب للقرآن، والرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر، وهذا في النوع كمن لم يكفر اليهود والنصارى بعد علمه بالأدلة على كفرهم وهي قطعية الثبوت والدلالة، وفي العين: كإبليس، وفرعون، وأبي لهب.

أما مَن توسع فيها فاستعملها في كل كافر حكم هو بكفره حتى ولو اختلف غيره معه فيه نوعًا أو عينًا، مثل: الاختلاف في "تكفير تارك الصلاة" مثلاً؛ فهل يُكفـِّر الحنابلة جمهور العلماء؛ لأنهم لم يكفروا مَن اعتقدوا هم كفره؟! هذا كلام باطل لم يقله عالم.

وكالاختلاف في تكفير معين بناءً على استيفاء الشروط وانتفاء الموانع؛ فلا يوجد عالم أيضًا يُكفـِّر عالمًا غيره امتنع مِن تكفير معين؛ لكونه رأى أنه لم تقم عليه الحجة، أو أنه معذور بخطأ أو جهل أو تأويل أو غير ذلك.. فمن توسع في استعمال هذه القاعدة في غير موضعها ضل وانحرف، وكَفـَّر المسلمين!

وما ذكرتُه في التكفير أولى أن ينطبق على البدعة نوعًا وعينًا أيضًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية