الثلاثاء، ٢٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فقدان العلماء من أكبر المصائب.. "عبد الله بدران": لابد من القيام بالمسؤولية وبذل قصارى الجهد لتستمر المسيرة

فقدان العلماء من أكبر المصائب.. "عبد الله بدران": لابد من القيام بالمسؤولية وبذل قصارى الجهد لتستمر المسيرة
الاثنين ١٥ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٠:٣٢ ص
215

 

فقدان العلماء من أكبر المصائب.. "عبد الله بدران": لابد من القيام بالمسؤولية وبذل قصارى الجهد لتستمر المسيرة

قال عبد الله بدران، أمين حزب النور بمحافظة الإسكندرية، تعقيبًا على وفاة الشيخ أبي إدريس محمد عبد الفتاح: إن من أعظم المصائب التي أصيب بها المسلمون، هو موت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانقطاع الوحي فقد روى ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي أنه قال "من أصابته مصيبة، فليذكر مصيبته بي، فإنها أعظم المصائب" [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان].

وأضاف "بدران" -في تصريح خاص لـ"الفتح"-: فوالله ما أصيب المسلمين بمثل هذه المصيبة؛ إذ حدث وقتها من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إنه لما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وقف عمر بن الخطاب للقوم وقال -رضي الله عنه-: لا أسمعن أحدًا يقول إن محمد قد مات، إن محمدًا لم يمت" حتى دخل الصديق -رضي الله عنه- وعمر يتكلم فلم يكلم أحدًا حتى دخل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعائشة عند رسول الله، فانكب عليه، وكشف عن وجهه، وقال بأبي أنت وأمي، طبت حيًا وميتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموت مرتين، ثم قبله وبكى، ثم خرج للناس، وعمر -رضي الله عنه- يتكلم ويقسم على ما يقول، فقال أبو بكر -رضي الله عنه- أيها الحالف على رسلك، فجلس عمر، فقام أبو بكر ثم حمد الله وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم قرأ قول الله عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فقال عمر والله ما تجاوزها أبو بكر وكأني أسمعها لأول مرة -رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين-.

وتابع: فهذان موقفان لأجل الصحابة، وكبرائهم -رضي الله عنهم- أجمعين، وأفضل الخلق بعد الرسل، وكيف كان تلقيهم لخبر وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، والكل يعلم قدر النبي عند الصحابين الجليلين، وبالأخص أبي بكر -رضي الله عنه- الذي قال عنه رسول الله: "لو كنت متخذًا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا"، وقال في موقف آخر: "هل أنتم تاركون لي صاحبي؟ هل أنتم تاركون لي صاحبي؟" وهو رفيقه في الغار، وأول من صدقه في كل ما أخبر به -صلى الله عليه وسلم-، وهو صاحب الخوخة التي أمر النبي أن تسد كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر -رضي الله عنه-، ومع هذه المنزلة، وهذا الحب الذي ضمه قلب الصديق -رضي الله عنه- لرسول الله، فإنه لم يمنعه هذا الحزن من تحمل المسؤولية، وتحملها رغم حجم المصيبة عليه أولا، ثم على الأمة جمعاء.

وأشار "بدران" إلى أن المصيبة رغم عظم قدرها لم يتوقف الصديق -رضي الله عنه- عندها، بل تولى قيادة الدولة، ليس في الداخل فقط، بل حتى في مواجهة التحديات التي تواجهها في الخارج، فكان أول عمل قام به -رضي الله عنه- بعد توليه الخلافة مباشرة، هو تنفيذ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنفاذ جيش أسامة إلى وجهته التي أرادها النبي، ورافق الجيش -رضي الله عنه- ماشيًا، وأسامة راكبًا، حتى جاوز الجيش حدود المدينة، وقال في مانعي الزكاة: والله لو أنهم منعوني عقال بعير لحاربتهم عليه.

واستطرد: هكذا كانت صور تحمل المسؤولية وقت المصائب، فلنعلم أن الحزن على فقدان الحبيب الغالي يحتم أن تسعى للوفاء بما يسره ويسعده حتى بعد وفاته،  خاصة وإن كان هذا الراحل يقف على رأس الهرم الإداري الذي تعمل به واختارك الله للقيام بواجب العمل لدين الله، ضمن كيانٍ يسعى لنشر منهج إصلاحي تعبدًا لله عز وجل، يبتغي بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة.

وأكد "بدران" أن فقدان العلماء من أكبر المصائب، خاصة إذا كانت وقت الفتن والتحديات التي تواجه أهل الحق، ولكن هذه المصائب تكون بعون الله وتوفيقه وقودًا يحرك أهل الحق للدفاع عن قضيتهم، وبذل الغالي والنفيس لنشر هذا الحق وإبلاغه للخلق الذي هو بيت القصيد لأهل الحق، وكلنا يعرف ما قاله أنس بن النضر في غزوة أحد لما رأى بعض الصحابة قد ألقوا ما بأيديهم فقال ما يجلسكم فقالوا قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال "فماذا تصنعون بالحياة من بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله"، فقاتل حتى قتل -رضي الله عنه-.

وقال: إن من فقدناهم من شيوخ ورفقاء، الذين ندعو الله أن يرحمهم جميعًا رحمة واسعة ويجمعنا بهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ليسعدهم غاية السعادة أن تستجمع قواك وتبذل قصارى جهدك، لتستمر المسيرة ويقوى هذا الكيان لتواجه التحديات التي تهدد الدين وكذلك المجتمع والوطن.

وتابع أمين حزب النور بالإسكندرية: الخطب جليل والمصيبة كبيرة لا شك، والقلب يعتصر ألمًا وحزنا على فراق شيخنا "أبو إدريس" ومن قبله من فقدناهم من إخواننا ومشايخنا، لكن المهام جسام والخطر الذي يهدد ديننا وعقيدتنا ومجتمعنا وبلادنا أكبر، فلابد أن نستنهض الهمة ونستجمع قوانا لتحمل المسئولية والقيام بها ولا نكتفي بأن نتألم ونستشعر المسؤولية فقط، ولكن لابد من القيام بها، فهناك فرق بين الشعور بالمسؤولية وتولي المسؤولية على عاتقك.

نسأل الله أن يرحم شيخنا أبو إدريس وجميع مشايخنا وعلماءنا الذين رحلوا عنا وأن يأجرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيرًا منها.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

الكلمات الدلالية