البذل والاجتهاد وإنكار الذات.. "صلاح عبدالمعبود" يذكر بعضًا من
وصايا "أبو إدريس" رحمه الله
قال
المهندس صلاح عبد المعبود، الداعية الإسلامي: ما زالت كلماتك ترن في أذني يا أبا
إدريس، متابعًا: ما من لقاء معه إلا وتراه حريصًا على نصح إخوانه وأبنائه، وكأنه
يوصيهم وصية مودع، وكان له -رحمه الله- إسقاطات عجيبة تدل على فهم عميق للواقع.
وأضاف
"عبد المعبود" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أنه ذات يوم حدثهم
الشيخ "أبو إدريس" عن قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اغتنم
خمسًا قبل خمس ومنها: شبابك قبل هرمك" ثم قال: التدرج في المجهود الدعوي في
سن مبكرة في الشباب، ثم يبدأ المجهود يتصاعد حتى يصل إلى مرحلة عالية جدًا، ثم حذر
من قلة في كم العمل، ثم أوصى ببذل أقصى الجهد فكان يقول: أنت جماعة إصلاحية تعمل
في كافة المجالات وكل الاتجاهات (مجتمعي - سياسي - فكري - اقتصادي).
وتابع:
بل كان يقول لنا: من أهم ما يميز دعوتنا منذ البداية عدم قول الواحد "وأين
أنا؟" ولو قال ذلك أحد لحدثت انقسامات داخلية، وهذا ما حدث مع الجماعات
التكفيرية، يختلفون فيكفر بعضهم بعضًا فينقسمون فريقين، وهكذا (انشطار الخلية)،
وإذا قال الشخص "أين أنا؟" سيكون ذلك نذير شؤم.
واستطرد:
بل كان يقول لنا: كان هم الجيل الأول هو توصيل دعوتنا في أسرع فترة ممكنة، ما كان
علينا إلا أن نفعل كأذان سيدنا إبراهيم "إن عليك إلا البلاغ". وكان ينصح
أبناءه بقوله: وسائل الدعوة الآن كثيرة ولكننا مقصرون، فالتقصير منا وليس من
الوسائل.
وأكمل
الداعية الإسلامي: إنها نصائح وكلمات تكتب بماء الذهب، فقد كان -رحمه الله- سنيًا
وسطيًا ينبذ الغلو، قليل الكلام إلا فيما يفيد، كثير العمل، مثالا للعطاء والبذل
صاحب بصيرة، متواضعًا ذا أدب وحياء بشوشًا صاحب بسمة متميزة لا تفارقه، داعيًا
الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يوفق الشيخ ياسر برهامي، وأن يعينه
على حمل الأمانة وأن يكون خير خلف لخير سلف، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com
