الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

توجيهات قرآنية في مفترق طرق (1)

توجيهات قرآنية في مفترق طرق (1)
الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ - ١٢:٣٠ م
82

توجيهات قرآنية في مفترق طرق (1)

من تراث الدعوة

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد أظهرت أزمة الأقصى الأخيرة وبناء اليهود لـ"كَنِيسِ الخَرَابِ" على بُعْدِ أمتارٍ مِنَ المسجد الأقصى، بَعْدَ ضَمِّ إسرائيلَ للمسجد الإبراهيمي ومسجدِ بلال بن رباح للآثار اليهودية، وعزمِهم على هَدْم مسجد سلمانَ الفارسيِّ -وربما قد فعلوه-، واحتفالِ حاخاماتِهم الصَّاخِبِ المَاجِنِ الشَّامِتِ بالمسلمين بافتتاح مَعبَد موسى بن مَيْمُون بالقاهرة، واستمرارِ حصار غزة وبِنَاءِ الجِدَار الفُولاذي -لتعميق الحصار وإكمال الخَنْق-؛ أظهر كُلُّ ذلك -وغَيْرُهُ كَثِير- مدى عَجْز الأمَّة وتَفَرُّقِها واستضعافِها، وفـَقـَدَ صَانِعُو القرار فيها قـُدرتَهم على مُجرَّد اتخاذ مَوقِف يُعبِّر عن هُوُيَّة الأمَّة، بل فـَقـَدُوا إرادتَهم في تغيير الواقع الأليم أو الأخذِ بالأسباب التي تـُخرِج الأمَّةَ مِنَ النَّفـَق المُظـْلِم الذي يُراد لها أن تَسِيرَ فيه.

وأصبح صَبْغُ المجتمعات بمَبادئ النظام العالمي الجديد -القديم في حقيقته-، أمْرًا واقعًا يُفرَض على الأمَّة، بل على عُلمائها ودُعاتها، فمَن قـَبـِل أن يَسِيرَ في الرَّكْب ويَدُورَ في الفـَلَك ويُرَدِّدَ ما يَهْدِمُ وَلاءَ المسلمين لدينهم وتَمَسُّكَهم بشَريعتهم وأخلاقِهم؛ فهو المُقـَدَّمُ المَفـْتُوحُ له الأبواب! ومَن أَبَى؛ فـَلَهُ الطـَّرْدُ والإبعادُ والإيقافُ والمَنـْعُ! فلن تَعود -عند القوم- عَجَلةُ التاريخ إلى الوَرَاء! ولن يَسمحوا -لو كان الأمر لهم- بمَن يَرجِع إلى التَّخَلُّف! الذي هو عندَهم صُورةُ المُجتمَع المسلم إبَّان الحياة الإسلامية؛ وذلك فيما يَتعلق بقضايا الوَلاء والبَرَاء -خُصُوصًا- ومَوْقِفِ الأمَّة مِن أعدائها المُحتلِّينَ لبلادها المُسيطِرينَ على اقتصادِها وسياستِها ونُظـُمِ تَعليمِها وإعلامِها وقوانينِها، وكذا قَضيةِ الشَّرِيعة والتزامِها، وقَضيةِ وَضْعِ المَرْأة في المُجتمَع، وما يَتعلق بمُقرَّرات مؤتمراتهم الرَّامِيةِ إلى تخريب ما تَبقـَّى من عِفـَّة أو طهارة، وقَضيةِ المَرجعية في مَصَادر التشريع، وقَضيةِ المَوقِفِ مِنَ المِلَلِ الأخرى، وغَيرِ ذلك مِمَّا يُمَيِّزُ الحضارةَ الإسلاميةَ عن الغرب وأذنابِه مَنَ المنافقين.

ويَقف العلماء والدعاة حيارى أمامَ أسئلة الشباب: ماذا نصنع؟ وماذا نُقدِّم لديننا وأمتنا؟! وهم يَرَوْنَ الآلامَ والمِحَنَ تتضاعف، ويعلمون أنهم لا يملكون إلا أنفسَهم وإخوانَهم الذين لا يملكون شيئًا ماديًّا يَصنعونه! والأمَّةُ في مُفـْتَرَقِ طـُرُقٍ، بل حَافـَّةٍ هَاوِيَةٍ وفـَوْضًى وخَطـَرِ تَقسيمٍ بَعْدَ التَّقسيمِ والتَّقطيعِ وفِتَنٍ ومَلاحِمَ -نسأل الله أن يُسَلِّمَنا مِنها-، ونحن على يقين مِن أن نتيجةَ الصراع محسومةٌ لصالح الإسلام وأهلِه المتمسِّكين به؛ طالَ الزَّمَنُ أو قـَصُر، ومَهْمَا حاولَ الأعداءُ؛ وهم يُحاولون بمَكر الليل والنهار بلا تَوَقـُّف أن يُطفئوا نُورَ الله بأفواههم: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(التوبة:32، 33).

واللهُ يُدَاوِلُ هذه الأيامَ بين الناس؛ لِيَستخرجَ مِنَ المؤمنين ما يُحِبُّ؛ مِن عِبادة الاستعانةِ والصبرِ، ولِيَعلمَ الذين آمنوا وَسْطَ أمواجِ الكفر والنـِّفاق عِلْمًا يُحاسِبُهم عليه، ولِيَمتحنَ منهم الشهداءَ، ويُمحِّصَ الذين آمنوا، ويَمحقَ الكافرين -بعَدْله وحِكمته- على عُدْوَانهم وظلمِهم وبَغـْيِهِم.

في آياتٍ مِن سورة يونس تأتي جُمْلَةٌ مِنَ التوجيهات القرآنية للأمَّة مِن خلال قصة موسى -عليه السلام- في مَرحلة مُشابهةٍ لِمَا فيه أمَّتُنا مِنَ البَلاء والمِحْنة؛ تَحْمِلُ الجوابَ عن السؤال المُحَيِّر: ماذا نصنع؟!

قال الله -تعالى-: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ . فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ . وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ . قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ(يونس:84-89).

إنَّ موازينَ القـُوَى ليست بأيدي البشر؛ فإنَّ الله -تعالى- هو القـَوِيُّ العَزيز، وفي لحظةٍ تتبدل الأحوالُ؛ فيَمُوتُ هذا ويَمرَضُ هذا، ويُعَزُّ هذا ويُذَلُّ هذا، ويُقـَوَّى هذا ويُضَعَّفُ هذا، ويُسْعَدُ هذا ويُشْقـَى هذا، وكُلُّ ذلك بأوامرَ إِلَهِيَّةٍ: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ(الرحمن:29)؛ فيَغفِرُ ذنبًا، ويُفـَرِّجُ كربًا، ويَنْصُرُ مَظلومًا، ويَكْسِرُ جَبَّارًا، ويُؤْتِي المُلْكَ مَن يَشاء، ويَنزِعُهُ مِمَّن يَشاء، ويَجْمَعُ قلوبَ قـَوْمٍ يُؤَلِّف بينهم بَعْدَ عَداوتِهم، ويُفـَرِّقُ جُمُوعًا بَعْدَ اتفاق كَلِمَتِهِم.

وشُهودُ آثارِ أسماءِ اللهِ وصفاتِه وأفعالِه وتوحيدُه بها -الذي هو الإيمان- يَدفع العبدَ دفعًا إلى التوكل عليه وَحدَه، والاستنصارِ به وَحدَه، والاستعانةِ به وَحدَه، والتسليمِ لأمْرِه، والامتثالِ لطاعته -الذي هو الإسلام-؛ فالإسلامُ والإيمانُ يَستلزمانِ كمالَ التوكل على الله -تعالى-، ورُبَّمَا قدَّرَ اللهُ -تعالى- انقطاعَ الأسباب عن المؤمنين واجتماعَ الكفار على رَمْيهم بقوس واحدة مع قِلَّتِهم وضَعفهم؛ لِيَتمحَّصَ توكلُهم على الله -تعالى- وَحدَه مع تمسُّكِهم بمقتضيات الإيمان والإسلام؛ فهذا هو التوجيه الأول في قول موسى -عليه السلام- لقومه: (يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)، وتأمَّلْ تقديمَ الجارِّ والمَجرور على الفِعل والفاعل في (فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا)؛ الذي يُفيد الاختصاصَ والاهتمامَ، أي: عليه وَحدَه توكلوا؛ فهذا مِن أعظم واجباتكم.

ثم تأتي الأوامر الربانية للقيادة المؤمنة باتخاذ البيوت للأتباع: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا)، وتَبَوَّءَا؛ أي: اتَّخِذَا، وهذا يَحصل مِن توثيق الروابط بين أفراد الأمة وقيادتِها المؤمنة -ولو كانت تحت سُلطان الكفار في الظاهر-، وقد ظهرت ثمرة هذه الرابطة القوية عندما صَدَرَ الأمْرُ الإلهي: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ(الشعراء:52)؛ فتحرَّك بنو إسرائيلَ -وهم يومَئذ يُقدَّرون بمئات الألوف أو عَشَرَاتِها على أدنى تقدير- معهم أُسَرُهم وزوجاتُهم وأبناؤهم وبناتُهم وعجائزُهم، بل ورُفـَاتُ بعض مَوْتاهم! ولولا هذا الترابط لما أمكن هذا التحرك.

ولو تأملتَ نجاحَ طالبان في المُقاومة الرائعة المشرِّفة للاحتلال؛ لوَجدتَ مِن وراء ذلك وَحْدَةَ القِيادة، نسأل الله أن يَجمع كلمتَهم على الحق، وأن يُنزل عليهم نصرَه وتأييدَه.

ولو تأملتَ حال الأمة أيامَ تحرير المسجد الأقصى مِنَ الصليبيين؛ لوَجدتَ أنَّ وَحْدَةَ القِيادة والروابطَ الوَثيقةَ بين الأمَّة وقيادتِها -مُتمثلةً في نور الدين محمود ثم صلاح الدين -رحمهما الله- مِن أعظم أسباب النصر، أما إذا كُنَّا لا نزال في مَرحلة (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ(البقرة:247).

فما يَزال أمامنا طريقٌ طويل قبل التحرُّك المطلوب! فهل نَعِي هذا الدرسَ العظيمَ؟!

ثم يأتي التوجيه الثاني: (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)؛ وفيه تفسيرانِ كلاهما حَقٌّ:

الأول: صَلُّوا في بُيوتكم؛ حيث عَجَزُوا عن المساجد.

الثاني: اجعلوها يُقابِل بَعضُها بَعضًا.

فالأول: إقامة الصلاة، وقد أتى بعد ذلك صَرِيحًا في قوله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)؛ فيكون توكيدًا لهذا المعنى أو تأسيسًا له لو حُمِلَتْ الآيةُ على المعنى الثاني، فالصلاة أعظم واجبات الإسلام بعد الشهادة بالتوحيد والرِّسالة، وهي مَفزَعُ النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حَزَبَهُ أمْرٌ، وهي مِفتاحُ أنواع الخير، ومَحَلُّ الدعاء والاستغاثة بالله -تعالى-، ومَحَلُّ تدبُّرِ آياتِ القرآن وفـَهمِ أوامرِه وتوجيهاتِه، ومَحَلُّ الاستنصارِ ونُزولِ المِنَنِ والهِبَاتِ الإلهيةِ على عِباده، ولقد وَقـَفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طِيلةَ ليلةِ بدر تحتَ شجرة يُصلِّي حتى وُهِبَ النصرَ، ووَقـَفَ يُصلِّي ليلةَ الأحزاب طـَوَالَ الليل حتى نـَزَلَ النصرُ، ووُهِبَ زكريا -عليه السلام- يحيى وهو قائمٌ يصلي في المحراب، فالصلاة قـُرَّةُ عين المؤمن، بها يَتغيَّر وَجه العالم، فهل قـُمنا بذلك وغيَّرنا مَوازينَ الحياة؟! هل وَعَيْنا الدرسَ؟!

والمعنى الثاني: واجعلوا بيوتكم يُقابِل بَعضُها بَعضًا؛ فهذا فيه تَرَابطُ أفراد الأمَّة بَعضُهم ببعض؛ فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بَعضُه بَعضًا، والمؤمنون كالجسد الواحد، والتَّجاورُ في المَساكن والتَّزاورُ وتفقـُّدُ الأحوال إنما يَرمِي إلى تحقيق هذا الهدف وإزالةِ ما يُمكِن أن يوجد مِن اختلافات وتفرُّقات ومُنازعات.

إنَّ قوةَ الترابط بين أفراد الأمة وقِلَّةَ التنازع لهو سِمِةٌ ضروريةٌ للطائفة المؤمنة المُهَيَّأَةِ للتمكين، أفتـَرَونَ أمَّةً تتنازع وهي في مرحلة الاستضعاف؛ ماذا يصنع بعضُها ببعض إذا مُكِّنَ لها وعند وجود السلطان والمال والسلاح؟! إذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يَخشى على أصحابه الذين رباهم على عَيْنه أن تُفتَح عليهم الدنيا، فيتنافسوها كما تنافسها مَن قبلَهم؛ فتهلكهم كما أهلكتهم؛ فما تَرَوْنَ فيمن بَعدَهم ممَّن لم يَتَرَبَّ مِثلهم، ولا أَخلَصَ مِثلهم، ولا صَدَقَ مِثلهم؟!

إنَّ ضَعفَ الروابط بين الأفراد وكثرةَ المنازعات مِن علامات إرادة الدنيا وضعفِ الإخلاص والصدق؛ ممَّا تكون مصلحة الأمَّة فيه أن تبقى في فترة الإحراق، ولا تتحول إلى فترة الإشراق؛ لأن فترةَ المِحنة تؤدي إلى خُمود الأمراض، وفترةَ التمكين تؤدي إلى ظهور الأعراض لهذه الأمراض.

فهل نعي الدرس ويُحِبُّ بعضُنا بعضًا، ويَحتمل بعضُنا بعضًا، ويَرحَم بعضُنا بعضًا، ويُشفِق بعضُنا على بعض، ويَنصَح بعضُنا بعضًا، ويَقبَل كلٌّ منا نصيحةَ الآخَر، ونُحقـِّق الأخُوةَ التي يَزول معها البُؤس بما يَفعل الأعداءُ (إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (يوسف:69)، أم ما زال بعضُنا يُوالي أعداءَ أمته على حساب إخوَتِه؟!

ثم يأتي التوجيه الثالث: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ): للتوكيد على المعنى الأول، أو لتأسيس هذه الضرورة للطائفة المؤمنة في كل أوقاتها، وقد سَبَق بيانُه وأهميتُه.

ثم يأتي التوجيه الرابع: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ): وهذا الأمر من أعظم الأمور أهمية، خُصُوصًا في فترات الشدة والضيق التي قد يَتسلل اليأسُ فيها إلى القلوب؛ لِيَقطعَ على السائرين إلى الله طريقـَهم، والبِّشَارةُ مُهمَّة الرسل الكرام -صلوات الله وسلامه عليهم-؛ قال -تعالى-: (رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ(النساء:165)، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا(الأحزاب:45، 46)، وهي مُهِمَّةٌ وَرِثَهَا أهلُ العلم عنهم؛ ليقوموا بها في الأمة حتى تستمر مسيرتُها مُوقنةً بوَعد الله.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة