السؤال:
قرأت
شبهات لم يجب عنها الشيخ ياسر حول مقال: "قوافل الطغيان على طريق غزة"، فمن ذلك
قول الشيخ:
1- "إن نصرة المسلمين في
غزة وفي فلسطين -وفي كل مكان يـُستضعف فيه المسلمون- واجب على كلِّ مسلم
"بحسب قدرته واستطاعته": بالنفس، والمال، والجاه، والدعاء؛ إذ المسلم
أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله"، وهذا الكلام هو نفس كلام مجلس
علماء المسلمين، وكلام الإخوان الذين نخالفهم اليوم، فنحن قلنا مثلهم بالضبط:
الجهاد واجب على كل مسلم؟
2-
في المقال الشيخ ياسر أثنى على كلام الشيخ أحمد شاكر في 2009م الذي ذكر فيه وجوب
الجهاد على كلِّ مسلم بينما الآن يخطئه، ويذكر كلام الشيخ ابن باز في الرد عليه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
1- فالقيد المذكور في المقال في العبارة التي
نقلتها منه: "بحسب قدرته واستطاعته"، وليس من ذلك أن يقاتل عادم أُهْبة
القتال؛ فلا يصح أن يُقَال: حامل البندقية، بل العصا والسكين، يقاتِل الدبابات
والطائرات!
ثم إننا كنا في هذا الوقت لا نعتبر المعاهدات مع
اليهود؛ فلما أقرتها كلُّ الفصائل الإسلامية بعد الثورة، وعلموا أن المصلحة في
إمضائها لزمتنا؛ فانطبق علينا قول الله -تعالى-: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ
النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (الأنفال:
72)؛
ولذا لم يقاتل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديبية رغم وجود مستضعفين من
المسلمين، بل وسَلَّم أبا جندل بن سهيل بن عمرو إلى أبيه -وقد كان يعذَّبه على
الإسلام-؛ لأجل إمضاء الصلح، وسَلَّم أبا بصير -رضي الله عنه- إلى مشركي قريش لما
هاجر وأرسلوا في طلبه؛ لأجل الوفاء بالعهد.
وأما اتحاد علماء المسلمين فقد أعلنوا النفير
العام، والجهاد المسلَّح على الأفراد والدول، ونحن نقول: يجب نصرة المسلمين في غزة
بالدعاء، والإغاثة بالغذاء والدواء، ورعاية المرضى، ونحو ذلك.
2- أثنينا
على كلام الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- مع تعليقات على كلامه كتبناها وأثبتناها في
نفس المقال في الهامش، قبل أن نطلِّع على تعليقات الشيخ ابن باز -رحمه الله-،
والحمد لله أنها موافقة لها تمامًا، ولعل هناك مَن حَذَف عندك عمدًا هذه
التعليقات التي في هامش المقال -هدى الله مَن حذفها-.
موقع أنا السلفي