الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

(3) صفحات من التاريخ الصومالي المعاصر "الخريطة السياسية المعاصرة"

(3) صفحات من التاريخ الصومالي المعاصر "الخريطة السياسية المعاصرة"
صوت السلف
الخميس ٢٠ مايو ٢٠١٠ - ٢٣:٣٢ م
4338

لم تسلم إفريقيا من حملات الإحتلال والنهب المنظم من قبل الدول الصليبية الكبرى في جميع العصور، سواء على يد البرتغال في القرن السادس عشر الميلادي، ثم على يد القوات البريطانية والفرنسية والإيطالية، وكان القاسم المشترك بين كل هذه الهجمات هو الحقد على الإسلام من جانب، ومن جانب آخر الجهل المطبق بطبيعة التركيبة العرقية للمنطقة، حيث تمتد القبائل عبرالصحارى والسهول بلا اعتبار لحدود طبيعية أو سياسية من باب أولى، وهذا ما غفلت عنه هذه القوى جميعا في بادئ الأمر، ثم لما أصبحت هذه الأراضي عبئا على قوى الإحتلال، وقررت الخروج منها عمدت إلى تقسيم أراضي الصومال وإثيوبيا على الورق والخرائط، ورسمت حدودا وفق مصالحها التي قد تتقاطع حينا وتتباعد أحيانا أخرى، متبعين في ذلك السياسة الشهيرة "فرق تسد" مفرقين القبيلة الواحدة عبر عدة حدود سياسية معاصرة.

الخلاصة: أن أرض الصومال الحالية تمثل قرابة نصف المساحة الأصلية لإقليم الصومال الكبير القديم، والذي عملت فيه أيدي الصليبيين بالتمزيق حتى عاد دويلات صغيرة، على رأسها قيادات من مصلحتها البقاء في السلطة والتنعم بالثروة، مستغلين حالة الشحن والتوتر التي تحدثها أمثال هذه النعرات الجاهلية والتي يغذيها تجار الحرب وأعوان الشيطان.

بعد خروج قوات الإحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي أصبحت الخريطة الصومالية كالتالي:

أولا: الجمهورية الصومالية:

وهي تتشكل من الأراضي التي احتلتها إيطاليا وبريطانيا وبعد الإستقلال في1380 هـ اتفقتا على التوحد في دولة واحدة عرفت بـ "الجمهورية الصومالية" ويشكل الجزء الإيطالي القسم الأكبر في هذه الدولة، وبه أهم المدن الرئيسية التي شهدت الصراع بين قوات المحاكم الإسلامية من جهة ومن جهة أخرى قوات الحكومة الإنتقالية وإثيوبيا معا، وهذه المدن هي (مقديشيو ،وبيداوا ،وكيسيمايو ،ومركا)، وقد انهارت هذه الجمهورية عام 1991م بعد عدة صراعات مع إثيبوبيا وأعقب ذلك حرب أهلية ما زالت مستمرة في بعض أجزائه.

إلا أن منطقة الشمال الشرقي وجزء من الوسط شهدت استقرارا نسبيا وشكلت ما يسمى بولاية "أرض البونت" أو "بونت لاند" والتي كانت قد أعلنت نيتها في التوحد مع بقية أراضي الصومال ولكن بعد استقرار الأوضاع، ولكن حدث أن قدمت هذه الولاية طلبا لجامعة الدول العربية لنيل عضويتها بصفتها دولة مستقلة وذلك فى سبتمبر2005م، إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض، وفي الوقت نفسه لا تزال منطقة الجنوب والوسط هي المكان الرئيسي في التوترات الدائرة.

ثانيا: جمهورية أرض الصومال "صومال لاند":

وهي جزء من الصومال البريطاني أعلنت انفصالها عن الصومال عام 1991 م، بعد انهيار نظام "سياد بري" وأجرت استفتاء دستوريا على الانفصال عام 2002، وكانت النتيجة 97% لصالح الإنفصال، ولا تزال حتى الآن محرومة من الإعتراف الدولى الرسمي بها على الرغم من السعي الحثيث من جانبها إلى ذلك، وأيضا بالرغم مما شهدته من استقرار داخلي، وتسعى دائما لحفظ مسافة بينها وبين الصراعات الدائرة في بقية الأقاليم وما يصاحبها من حروب أو مفاوضات واتفاقات، على الرغم من حضور ممثلين لها في بعض مؤتمرات المصالحة، ولكن كان الغرض الرئيسي من الحضور هو التأكيد على انفصالية هذا الإقليم عن غيره من الأقاليم الصومالية.

ثالثا:إقليم أوجادين:

والذي كان يطلق عليه "الصومال الغربي" وكان تابعا للإحتلال البريطاني الذي ضمه لإثيوبيا عام 1954م، على الرغم من أن قاطنيه هم القبائل نفسها التي تسكن بقية أراضي الصومال، ولكن الهدف كان جعل هذه البقعة من الأرض مثار صراع مستمر بين إثيوبيا بحكومتها النصرانية العميلة، ودويلات الصومال بقياداتها العميلة أيضا والتي تغذيها كذلك نعرات الجاهلية، وليكون ذلك الصراع بمثابة المسوغ الذي يتيح للدول الغربية التدخل المستمر في المنطقة بحجة العلاقات التاريخية بين البلدين، وهو ما تفعله الآن الحكومات الإيطالية والفرنسية والبريطانية، وهو عينه ما تفعله فرنسا في لبنان متذرعة بنفس الحجة.

رابعا: إقليم إنفدي:

وهو الإقليم الذي ضمته بريطانيا إلى كينيا على غرار ما فعلت مع إثيوبيا ولنفس الهدف وذلك عام 1963م.

خامسا: الصومال الفرنسي:

وهو الإقليم الذي استقل عن فرنسا عام 1977م، وبات يشكل الآن "دولة جيبوتي" والتي لم تلتحق مع بقية أقاليم الصومال، ولم تسع لذلك بموجب شروط استقلالها عن فرنسا، وهي الآن دولة مستقلة مستقرة وسيأتي الحديث عن علاقتها مع الصومال بالتفصيل وذلك في مقالة قادمة إن شاء الله.

الخريطة المعاصرة

المعلومات الواردة في الملف مستفادة من عدد من الأبحاث والموسوعات والمقالات المنشورة على شبكة الإنترنت مع تصرف من فريق العمل بالموقع...أهم المصادر (الموسوعة العربية - الموسوعة القبطية - الجزيرة نت - مفكرة الإسلام - الإسلام اليوم - إسلام أون لاين)

 

 

www.salafvoice.com