الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هرباً من تسنين الصراع إسرائيل تدعم القوميين وتفاوض الشيعة

هرباً من تسنين الصراع إسرائيل تدعم القوميين وتفاوض الشيعة
الجمعة ٢١ مايو ٢٠١٠ - ٠٩:٥٩ ص
2181

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

كتب الأستاذ فهمي هويدي في الأهرام الثلاثاء 5/9/2006 مقالاً تحت عنوان (تخويف إسرائيل من أسلمة الصراع). ذكر فيها عدداً كبيراً من تصريحات زعماء إسرائيل بعد الحرب الأخيرة، نقلاً عن تقرير للأستاذ صالح النعامي، وهي تصريحات غنية بمواطن التأمل، وقد أعمل فيها كل من الرجلين رأيه وفكره الصحفي، وإليك بعضاً من هذه التأملات وما نقرأه من بين سطورها.

1-     إسرائيل تشعر بمرارة الهزيمة:

يقول جاكي كوفي: إن الجيش الإسرائيلي دخل الحرب ضد لبنان معتمداً على قوة نيران هائلة، ولكنه عاد منها مثل الكلب الذي يطوي ذيله بين رجليه.

2-     مفكروا إسرائيل يرجعون الهزيمة إلى أنه اللقاء كان بين الإيمان والمادة:

يقول المفكر اييه شفيط (إن حرص المجتمع الإسرائيلي على ملذات الحياة أفسده، وكان نتيجة ذلك الفساد الذي اقترن بتسلط أصحاب المصالح الطبقية والشخصية، إن تمكن بضع مئات من المسلمين المؤمنين من تحدي إسرائيل ذات الجيش القوي وقرع بابها متحدين.

وأضاف: لقد جاءنا جيش صغير من المؤمنين، مطيع ذو تصميم؛ ليقول إن ديمقراطيتنا فاسدة وإن حرصنا على العزة فاسد، وإنه لا قدرة لمجتمع حر محب للحياة في شرق أوسط متدين.

لاحظ أنه رغم أنه وضع يده على الداء إلا أنه ما زال يصف المجتمع المادي بأنه مجتمع حر محب للحياة، ولكنه يقرر أنه لا مكان لمن يحب الحياة وسط المتدينين، أي الذين يحبون الموت كما يحبون هم الحياة.

3-     إسرائيل توظف دينها الباطل لتبرير العدوان على المسلمين،

 ولكنهم يعرفون أن هذا لا  يعبر عن حالة تدين حقيقية، وفي ذلك تقول نكتة يهودية شهيرة (إن نخبة الملحدين في إسرائيل لا يؤمنون بوجود الله، إلا أنهم يعتقدون أنه منح إسرائيل أرض إسرائيل لليهود).

4-     الإسلام السني هو الأكثر خطورة:

وفي ذلك يقول عوزي عراد الذي شغل في السابق رئيس قسم الأبحاث في جهاز الموساد: (الإسلام السني هو الأكثر خطورة، لأن الدول العربية المهمة التي تحيط بإسرائيل هي دول سنية، ومن ثم فإن وصول الإسلاميين إلى السلطة في تلك الدول يعني زيادة التهديد للدولة العبرية بشكل لا يمكن توقع عواقبه). ويلاحظ أن الرجل رغم أنه بصدد تحليل الحرب ضد الشيعة، إلا أنه لم يخف رعبه من الإسلام السني، ولعل هذا مصداق قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نصرت بالرعب مسيرة شهر)، ولكنه أخطأ في تحليل أسباب خوفه (وهي حالة نفسية معروفة في الطب النفسي)، أو أنه تعمد إخفاء الأسباب الحقيقية لهلعه من السنة دون الشيعة، ربما لأنه يدرك أن السنة هم ورثة الصحابة الذين ذاقوا الويلات على أيديهم، وهذا ما عبر عنه كوليك رئيس بلدية القدس السابق وهو على فراش الموت فصاح محذراً: (إن عمر بن الخطاب آخر يمكن أن يترجل في هذا الزمان معلناً عودة القدس للمسلمين). وربما لإدراكه أن عوام السنة فضلاً عن علمائهم ليس عندهم إلا قرآن واحد وإلا معصوم واحد هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنه مهما عقد المعاهدات وأخذ المواثيق على أي أحد فإنه يعلم أن أي جيل آخر من السنة يمتلك العلم بالدين والقدرة على تطبيقه سوف يصلح أخطاء السابقين، بينما الحال ليس كذلك مع الشيعة، فالشيعة لا يثقون الثقة الكاملة في القرآن، ولا يعرفون السنة الصحيحة، وهم فوق هذا لا يطلبون إلا فتوى من المراجع الدينية التي يمكن أن تجعل الشيطان الأكبر ولياً حميماً ثم ترده شيطاناً أكبر عدة مرات في اليوم الواحد دون أن يحرك ذلك ساكناً لدى الأتباع، وعند التعارض فالإجابة عند علماء الشيعة معروفة إحدى الفتاوى صحيحة والباقي تقية، وربما كانت كلها تقية والصحيحة لم تر النور بعد، كل هذا لا يهم عند عوام الشيعة، وهكذا تعددت الأسباب والخوف من السنة واحد.

5-     مفكرون إسرائيليون يدعون إلى دعم القوميين:

ومن على فراش موته وجه تيدي كوليك رئيس بلدية القدس السابق نداءً عبر الإذاعة العبرية حث فيه الحكومة الإسرائيلية على بذل كل جهد مستطاع والعمل بكل إصرار من أجل وقف عملية أسلم الصراع حتى إذا كان الثمن المطلوب أن تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للأطراف العربية المعتدلة في المنطقة.

6-     يدعون إلى مفاوضة سوريا كبديل عن حزب الله:

وفي ذلك يقول الصحفي جاكي كوفي عن سوريا، أنه إذا نجحت إسرائيل في أن تعقد معها صفقة سياسية فإن ذلك سيجعلها في وضع أفضل، لماذا؟ لأن دمشق في رأيه مفتاح الهدوء على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، ومن ثم فإن التوصل إلى تسوية معها من شأنه أن يرتب ضغطاً قوياً على حركة حماس وحزب الله ويقلص من هامش المنافرة أمامها.

7- وأخيراً إسرائيل تستغيث بحلفائها لمنع أسلمة الصراع، فقد عقدت وزيرة الخارجية لقاء مع السفراء الأجانب في تل أبيب وخطبت فيهم موضحة أن وجود دولة إسرائيل كدولة سيصبح في خطر كبير إذا ما تواصلت مظاهر الأسلمة، وشددت على أن مكامن الخطر في حدوث تلك الأسلمة، تتمثل في أنها تمد الفلسطينيين واللبنانيين بقدر من الإيمان، يتلاشى من أمامه تأثير قوة الردع الإسرائيلية القائمة على ميل ميزان القوى العسكرية لصالح الجيش الإسرائيلي، وقد كان أول المستجيبين بابا الفاتيكان الذي هاجم دين الإسلام لاسيما الجهاد والإيمان بالقدر، وهما عين الخصلتان اللتان صرخت منهما إسرائيل، وتناسى هذا البابا الطقوس اليهودية التي تدعو إلى قتل النساء والصبيان، وتناسى تاريخ أسلافه وحاضر أتباعه الملوث بأفدح جرائم الحرب. 

www.salafvoice.com