الخميس، ١٧ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٥ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول الشيخ القرضاوي

حول الشيخ القرضاوي
الثلاثاء ٠٨ يونيو ٢٠١٠ - ١٩:٣٠ م
5678

سؤال:

كنا نسمع كثيرا أن مشايخ السلفية يهاجمون الشيخ القرضاوي هجوما شديدا، بل وصل الأمر إلى أن ألّف بعضهم كتبا مثل الكتاب الشهير على الشبكة العنكبوتية (إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي) للشيخ مقبل الوادعي، وكذلك كتاب (القرضاوي في الميزان)، وكتاب (الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام) لصالح بن فوزان ردا على كتاب القرضاوي.

بل وقد نشر عن فضيلتكم أن أحد الناس سألكم عن حكم نشر كتاب القرضاوي في الميزان فقلت لا بأس.

والآن نرى أن الكثير عن المشايخ رجع عن كلامه عن القرضاوي بعد تصريحاته عن الشيعة مثل الشيخ محمد إسماعيل المقدم في شريطه: (هل أطلق القرضاوي رصاصة الرحمة في مواجهة التقريب)، وحتى طلبة العلم ومنتديات العلم -السلفية- تعلو بها الصيحات الآن بالدفاع عن القرضاوي بعد أن كان اسمه في قسم التحذير من أهل البدع.

وعلى جانب آخر تماما نرى من يغالي فيه ويقول: إنه أعلم أهل الأرض.

فنرجو من فضيلتكم أن تصححوا لنا هذا التضارب في الأقوال، وكذلك القول المنسوب إلى فضيلتكم، وإذا أخذنا عليه شيئا فهل لنا أن نصفه بأنه كلب عاوي، وأن نهدم جهده، وهل نغالي فيه هكذا؟؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فأما كتاب: "إسكات الكلب العاوي..."، فلا نرضى بهذا العنوان ولا هذا الأسلوب في النقد. وأما الكتابين الآخرين المذكورين ففيهما رد علمي؛ ليس فيهما سب ولا شتم.

وأما ثناء من أثنى من المشايخ عليه بعد تغير موقفه من الشيعة فهو حق؛ لأن كل من رجع إلى الحق وجب أن نرجع عن نقده؛ وليس معنى الثناء عليه في هذا الأمر الإقرار بمواقفه الأخرى التي لم يرجع عنها التي فيها موافقة للبدع أو للأقوال الضعيفة أو طرق الاستنباط المخالفة للسنة.

ونحن نرى أن من يغالي فيه فيصفه بأنه أعلم أهل الأرض قد تجاوز حده؛ فإذا كان الله قد عتب على موسى في زمنه حيث سئل: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ فقال: لا. إذ لم يرد العلم إليه، فكيف بهؤلاء الجهال؟! وهل اطلعوا على علوم أهل الأرض حتى قارنوا بينهم وبين القرضاوي حتى علموا أنه أعلمهم؟!!

فالقرضاوي له مواقفه الطيبة فنقبل الحق منه، وله أخطاؤه التي نردها ولا نقبلها، وإذا رجع عن شيء منها رجعنا عن نقده فيها وهذا هو الإنصاف وليس التناقض كما تظن.

www.salafvoice.com