ما حكم بناء أدوار عليها مخالفة

السؤال:

ما حكم بناء أدوار عليها مخالفة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرغم أن الأصل هو جواز البناء للإنسان في ملكه إلا أن المنع مِن المباح لمصلحة ضرورية كلية هو لولي الأمر، ونحن وإن قلنا: "إن الحكومات العِلمانية ليس لها صفة ولي أمر المسلمين"؛ إلا أننا نُصحح مِن تصرفاتها ما يقره الشرع مما فيه مصلحة المسلمين، والأمر في ذلك مرده للعلماء.

إلا أن البناء العشوائي الذي لا يُراعي المصلحة العامة: مِن احتمال المرافق مِن مياه وصرف صحي، وكهرباء، وطُرق، وتوفير احتياجات السكان مِن الرعاية الصحية، والتموينية التي لا تمكن مع تجمعات سكنية هائلة فوق الطاقة؛ بالإضافة إلى تضرر كثير مِن السكان صحيًا مِن منع الماء والهواء والشمس عن مساكنهم القاتمة بالفعل؛ بسبب الأدوار العالية بالإضافة إلى التسرع الجنوني في البناء المخالف للتراخيص الذي لا يُراعي قواعد البناء الهندسية، وتوفير معاملات الأمان للسكان.

كل هذه وغيرها.. مما يعرفه الخبراء والمهندسون مِن المصالح الكلية الضرورية مع الحاجة إلى تعمير الصحاري وتكوين المجتمعات السكانية الجديدة التي تمثل خط دفاع حقيقي ضد أي غزو أجنبي، كل هذه المصالح تُهدر بالبناء المخالِف، وتمثل اعتداءً على حقوق عامة المسلمين وخاصتهم، ولذا لا نرى جواز البناء المخالِف للقواعد المقررة في ذلك.

ولا اعتبار بمَن كان يصدر التراخيص المخالفة للقواعد الصحيحة بالرشوة أو الواسطة أو بنظرة ضيقة لا تراعي الصالح العام، إلا ما كان مِن بناء موافق للقواعد الصحيحة المقررة، فامتنع الموظفون والمهندسون المرتشون مِن إعطاء التصاريح به أو ما كان مِن مطالبات جائرة في رسوم التراخيص هدفها تغطية النفقات الظالمة التي أنفقت فيما لا مصلحة فيه، مثل: هدم الأرصفة وإعادة بنائها لتسهيل سرقات واختلاسات، فما كان مِن بناء موافق للقواعد الصحيحة في هذه الحالات؛ جاز لصاحبه القيام به. والله أعلم.