السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

"نادر بكار".. رفعوك من حيث أرادوا إسقاطك!

تَحمَّل "نادر" في الحملة الانتخابية لـ"حزب النور" عبئًا تنوء به العصبة أولي القوة في خِضم بحر السياسة المتلاطم -عصمه الله من زلاته، ووقاه شر سقطاته، وجعلنا وإياه دائمًا إلى الحق رجاعين-.

"نادر بكار".. رفعوك من حيث أرادوا إسقاطك!
عبد المنعم الشحات
الأربعاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١١ - ١٧:٤١ م
10161
"نادر بكار".. رفعوك من حيث أرادوا إسقاطك!
3-صفر-1433هـ   28-ديسمبر-2011      
 
 

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأخي الحبيب "نادر بكار" كلما رأيتُه أو سمعته تذكرتُ قول أحد ضباط "أمن الدولة" السابقين الذي كان يقول: "إن مِن أهم أسباب خوفهم من الدعوة السلفية أنها ولادة!".

تَحمَّل "نادر" في الحملة الانتخابية لـ"حزب النور" عبئًا تنوء به العصبة أولي القوة في خِضم بحر السياسة المتلاطم -عصمه الله من زلاته، ووقاه شر سقطاته، وجعلنا وإياه دائمًا إلى الحق رجاعين-.

ومع إدراك الجميع في حزب النور -وفي "الدعوة السلفية" التي تدعمه- لهذا الجهد، وسرورهم به سرور مَن يشعر بأن هذه رسالة اطمئنان على المستقبل أكثر منها اطمئنانًا على الحاضر؛ إلا أننا لم نتوقع أن يبلغ انزعاج الأعداء منه إلى الدرجة التي تُشن عليه تلك الحرب الشعواء التي تعاونت فيها "أجنحة المكر" في واشنطن، والقاهرة.

ولكن يبدو أنهم أدركوا أن ذلك الشاب الهادئ الواثق اللبق يمثِّل أحد أهم الأوراق الرابحة واسعة التأثير؛ لا سيما في جيل الشباب الذي يريد الخصوم أن يستأثروا بالنصيب الأكبر منه تحت زعم أن الدعاة منعزلين عن الشباب أو أن الشباب لا يمكن أن يحقق ذاته من خلال الحركات الإسلامية؛ فإذا بـ"نادر" يقدِّم تفنيدًا صامتًا هادئًا لهذه المزاعم؛ حتى بدأ بعض الشباب الغير ملتزم يكتب على الإنترنت أنهم معجبون بشخصية نادر، وهذه أولى خطوات إزالة العوائق نحو الحوار الجاد الحقيقي الذي يدرك كل مَن مر بهذه التجربة أنه ينتهي حتمًا لصالح نداء الفطرة، وداعي الإيمان في القلوب.

وكأني بالأعداء وهم يكررون الخطأ للمرة الألف عندما يظنون أن إسقاط شخص قد يسقط دعوة كهذه، فلا يتم لهم لا هذا ولا ذاك، وإنما يرفع الله على أيديهم مَن شاء من عباده إلى منازل لا تبلغها أعمالهم!

ولا أدري ما السبب الذي جعل الأخ العقيد "عمر عفيفي" يقلِّب في بعض ما ظفر به من سجلات أمن الدولة القديمة، فإذا به يقف عند عميل لأمن الدولة اسمه الحركي "بكار"، ومِن صفاته: أنه ذكي لماح، وأظن أن آلة الفهم لدى "الأخ العقيد" قد دارت دورتها لتقول: إنه لا بد وأن يكون هو؛ وإلا فكم شاب في مصر يستحق أن يوصف بأنه ذكي لماح فضلاً أن يُدعى "بكار"؟! إذن فلا بد وأن يكون هو!

ومِن ثَمَّ أبرق أو "توت" لـ"أجنحة الشر" في القاهرة: أبشروا فقد أزلت أحد العقبات الكئود من طريقكم.. ها هي الضربة القاسمة للذكي اللماح "بكار"!

لم يحاول "الأخ العقيد" أن يتوقف كثيرًا عند مطابقة البيانات الأساسية -على الأقل للشخصيتين- كما فعل الأخ "نادر بكار" في رده عليه بعد ذلك.

وهو الأمر الذي إن تريث قليلاً وفعله؛ لربما جَنَّب نفسه هذا الموقف السامج، فـ"نادر بكار سكندري"، و"المخبر بكار قاهري"، و"نادر بكار" خريج تجارة، و"المخبر بكار" خريج جامعة عمالية؛ بالإضافة إلى الاعتراض الوجيه الذي أثاره الأخ الحبيب "نادر" أنه مِن غير المعقول أن يُعطى اسم حركي يطابق اسمه الواقعي -صعبة عليهم شوية دي يا شيخ نادر-.

المهم طارت بعض المواقع المغرضة فنشرت الأكذوبة وتبعتها مواقع أخرى أرادت أن تبدو أكثر إنصافـًا، فنشرت الخبر مزيَّلاً بنفي الأخ "نادر بكار"، ولكن لم يبرز أحد منهم تفنيد الخبر من أن "الأخ العقيد" يتحدث عن شاب قاهري خريج جامعة عمالية صاحب سيبر نت، وليس عن "نادر بكار" السكندري خريج تجارة إنجليزي، والذي تقلد مناصب إدارية هامة في شركات عدة في الإسكندرية، وأن "الأخ العقيد" يتكلم عن شاب اسمه الحركي بكار، وليس عن شاب اسمه عائلته الحقيقي بكار!

أخي الأستاذ "نادر بكار السكندري":

العامة يقولون: "العيار اللي ما يصبش يدوش"، وأظن أن هذا هو مبدأ هؤلاء الذين لا يعرفون الحرية إلا لـ"علياء المهدي"، وأخواتها.. ولا يعرفون التثبت إلا في تهم العمالة الخارجية المثبتة "صوتًا وصورة"، ولا يعرفون العِرض إلا إذا كان موجهًا سياسيًا، بل يمكن أن يلوكوا هُم الأعراض، ويلفقوا هم التهم، ويصادروا هم الحريات، لكنهم لا يدركون أن بعض الأعيرة تكون من الغباء بمكان بحيث تقتل صاحبها، وترفع شأن مَن وُجهت إليه، ومنها: موقفك هذا..

أخي "نادر" تذكر قول نبي الله يعقوب -عليه السلام-: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18).

أخي "نادر" تذكر قول الله -تعالى-: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا) (آل عمران:120).

أخي "نادر بكار" أستسمحك عذرًا أن أعرِّج على "المخبر بكار"؛ لأحلل الخبر الذي نشره عنه "الأخ العقيد":

تقرير المخبر بكار يتحدث عن شاب ذكي لماح فقير، يخاف من التعذيب، وأن مفاتيحه هي فقره وخوفه من التعذيب، وبها جُنِّد وصارت درجة ولائه لجهازهم المنحل 70%، ومِن ثَمَّ يوصي التقرير بنقله إلى منطقة ذات نشاط سلفي أكبر؛ للاستفادة منه فيها.

واللغة المكتوب بها هذا التقرير توحي بأنه يتحدث عن وقائع محددة، وإلا لو كانت تلفيقًا لأحسن الملفقون توصيفها على "نادر بكار" الحقيقي.

والأمر واضح أن التقرير يتكلم عن شخص مورس ضده تعذيب وإرهاب حتى صار عميلاً لهم، يحاولون به اختراق كيان الدعوة، وهذا اعتراف صريح بأن الأمن كان يخشى السلفيين، وكان يبذل مجهودات من هذا النوع لاختراقهم، معظمها كانت عن طريق مَن يخافون من التعذيب، ثم يأتي بعد ذلك المال، ومع هذا يبقى شكهم في ولائه.

وبعد هذا.. ماذا كان يفعل هؤلاء المرشدون؟!

كانوا يبلغون عن أي نشاط علمي أو تربوي أو ترفيهي -إي والله ترفيهي- حتى إذا أراد الجهاز تحجيم نشاط أي مجموعة تتعلم دين الله، وتعلِّمه للناس رفعت تقارير الرحلات الترفيهية؛ لتكون دليلاً ماديًّا على أن هذا تنظيم كان ينوي أن يطور نشاطه مِن لعب الكرة إلى الرياضة العنيفة، إلى ممارسة العنف، وكلها نوايا لا توجد إلا في خيال الضابط، وقد التقيت في السجن بمجموعة من الشباب -أكثر من عشرين شابًا-، ومعهم شيخ كبير في الستين من عمره من محافظة قنا، تم عمل قضية تنظيم لهم من أجل لعب الكرة في الجبل، وكانوا يسمون أنفسهم: "تنظيم الغلابة" مِن باب التنفيس عن شعورهم البالغ بالظلم والقهر.

ومع هذا يأتي مَن كانوا يمرحون في الدولة -وفي ظل أمنها-، لهم الإعلام والصدارة، يَنشرون باطلهم بأموال الدولة وعبر إعلامها الرسمي؛ ليقولوا لنا الآن: "إنكم صنيعة أمن الدولة!". ثم يشاء الله أن يكونوا هم مَن ينشر كيف استعمل أمن الدولة التعذيب والبطش والتنكيل؛ ليزرع عملاء على هذا التيار!

وكم أود أن يستجمع كل مَن خارت قواه أمام هذا الجهاز الغاشم إيمانه ويعود إلى الله، ويتوب إليه، كما أود أن يستجمع كل مَن سال لعابه أمام العمالة الخارجية ما بقي له من مروءة، ويتوب إلى الله -تعالى-؛ لعلنا نقدم على المرحلة القادمة بدون عملاء لأمن الدولة، ولا عملاء لشرطي العالم الجديد؛ لننعم جميعًا بالحرية في ظل الشريعة.

هذه أمنية لا ندري هل ستتحقق أم لا؟!

ولكن ما بقيت لنا أنفاس في هذه الحياة، وبقي عملاء محليون وعالميون؛ فإنني اشدد على يديك أخي "نادر بكار" أن تشكر نعمة الله أن جعل منك ذكيًا لماحًا، وفي ذات الوقت أن وفقك إلى توظيف ذلك في نشر الحق ونفع الخلق، لا كما فعل "المخبر بكار"، ولا مكتشفه "ذو العقل الجبار"!

هداهم الله أجمعين، وردنا وإياهم إلى الحق المبين.

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي