الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك

فأشرف الناس منزلة هم الذين يعرفون الناس برب الناس ملك الناس إِله الناس ، الذين يستعملهم الله عز وجل فى هداية خلقه

إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك
الشيخ أحمد فريد
الأحد ٢١ أكتوبر ٢٠١٢ - ١١:٤٦ ص
27556


إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك

 إذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله عز وجل ، فتأمل وظيفتك فى الدنيا ، فمن كان مشغولاً بجمع الحطام ، والاستكثار من زينة الدنيا ، فالدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ولو كانت تساوى جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء .

 وقال تعالى : (وَلَوْلا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ [33] وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ [34] وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ [35] )[ الزخرف : 33- 35 ]

 فلولا أن تكون الفتنة شديدة على أهل الإيمان فيصير الناس أمة واحدة أى على الشرك ، لجعل الله عز وجل لمن يكفربالرحمن لحقارة الدنيا عنده لبيوتهم سقفاً من فضة ، وأبراج ومعارج يرتفعون عليها ، ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون وزخارف ، وكل هذا من متاع الدنيا الحقير ، ثم جمع الله عز وجل الآخرة وجعلها للمتقين فقال : ( وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ) [ الزخرف : 35 ] .

 قال بعضهم : من علامة خذلان الله عز وجل للعبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه ، أى لا يعود عليه بالخير فى الدنيا والآخرة .

 ومن كان مشغولاً بطاعة الله عز وجل والدعوة إلى دينه والجهاد لرفع راية الله عز وجل فليعلم أن له عند الله عز وجل قدراً وشأناً 

 لأن هذة وظيفة الأنبياء وسبيل الأنبياء قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) [ يوسف : 108 ]

 واستجابة لأمر الله عز وجل : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) [النحل : 125 ] 

 فالدعوة إلى الله عز وجل هى أشرف وظيفة ، لأنها وظيفة الأنبياء والمرسلين الذين هم أشرف الخلق قال سفيان بن عيينه : أشرف الناس منزلة ، من كان بين الله وخلقه ، وهم الأنبياء والعلماء .

 فأشرف الناس منزلة هم الذين يعرفون الناس برب الناس ملك الناس إِله الناس ، الذين يستعملهم الله عز وجل فى هداية خلقه ، مع أن الله عز وجل قادر على هداية خلقه بدون بذل من الدعاة ، ولكن الله عز وجل قدر أن يبذل الدعاة حتى يستحقوا الفضل من الله عز وجل ،

 ويكون لهم الأجر مثل أجور من دعوهم إلى الله عز وجل ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .

 فإذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك .

 

تصنيفات المادة