الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

حول الوقفات الاحتجاجية لنصرة المسلمات الأسيرات والضوابط الشرعية لها

15-شوال-1431هـ 23-سبتمبر-2010

حول الوقفات الاحتجاجية لنصرة المسلمات الأسيرات والضوابط الشرعية لها
الجمعة ٠٢ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٥٥ ص
1886

السؤال:

بعض الإخوة يلوم على من يقف الوقفات في نصرة الأخت كاميليا شحاتة، فما رأيكم في ذلك؟

خاصة ونحن نرى أن سكوتنا هو أعظم مفسدة؛ لأنه هو الذي جرأهم على التمادي في سياسة تسليم من يسلم مثل وفاء قسطنطين ومن بعدها ماريان وتريزا وكريستين والكثيرات غيرهن، بحيث أصبح الأمر كالقانون، وما هذا كله إلا لعلمهم بسكوتنا، وأننا لن نتكلم، فما هو رأي فضيلتكم؟

وإن كنتم لا تمنعون من مثل هذه الوقفات؛ فما الضوابط الشرعية لها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فنحن لا نمنع من هذه الوقفات الاحتجاجية التي تهدف إلى إظهار غضب المسلمين من عناد الكنيسة، وعدم استجابتها للمطالب العادلة من إطلاق سراح المسلمات الأسيرات، والامتناع مِن فتنة مَن أراد الدخول في الإسلام منهم؛ فضلاً عن التجاوزات الهائلة المتعددة التي وقعت من رجال الكنيسة.

وقد أدت الوقفات السابقة إلى غيظ كبارهم، وقد قال الله -تعالى-: (وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ(التوبة:120)، وكل ذلك بشرط مراعاة الضوابط الشرعية مِن: المحافظة على طبيعتها السلمية، ومراعاة المصالح والمفاسد، وأزيد عليها هنا: عدم مشاركة النساء فيها؛ لاحتمال تعرضهن لسوء.

وكذلك أن يلتزم مَن أراد المشاركة فيها بقوله -تعالى-: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ(المؤمنون:96)؛ فلا يسمح بتحول هذه الوقفات إلى مصادمات مع الشرطة -فعامتهم من المسلمين- تحت أي ظرف من الظروف، ولا ينبغي أن ننسى أن الغرض من الوقفة إظهار الغضب لحرمة الدين؛ فلا ينبغي أن تجر إلى انتهاك حرمة مسلم من الشرطة أو المارة؛ حتى لا يُستغل هذا ضد المشاركين في الوقفة بل ضد عموم المسلمين، فمَن كان يعلم من نفسه القدرة على مراعاة هذه الضوابط حتى مع الحماس فليشارك؛ وإلا فننصحه بعدم المشاركة.

ولابد من التحكم في الغضب، وكف الأيدي عن ممتلكات الناس، وعدم السماح لأي أحد بتدمير أي محلات أو مبانٍ أو سيارات أو غيرها؛ بل يقف من أراد للتعبير عن الرفض والغضب لسلوك الكنيسة ورجالها.

ونسأل الله أن يحفظ دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، وأن يُسلِّم بلادنا وسائر بلاد المسلمين من شر الفتن والمحن.