السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان من الدعوة السلفية وحزب النور

"وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ" ..ومن هذا المنطلق فإننا نحذر كل من تسول له نفسه التعرض لمقاراتنا ، إننا بموجب الشرع ثم القانون نملك حق الدفاع عن أنفسنا

بيان من الدعوة السلفية وحزب النور
الدعوة السلفية
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢ - ١١:٤٣ ص
8406

بيان من الدعوة السلفية وحزب النور

" وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ" [الشورى: 41]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ..

فقد استغل بعض الجبناء خلو مقر حزب النور بمدينة الغردقة في محافظة البحر الأحمر وقاموا بمحاولة دنيئة لحرقه إلا أن الله قدر مرور بعض المصلين أمامه أثناء عودتهم من صلاة العصر ، وتمكنوا بفضل الله ثم بمساعدة الأهالي من السيطرة على الحريق حتى أتت قوات المطافى فانتهى الأمر عند حد احتراق باب المقر .

ونحن فى هذا الصدد نؤكد على الآتي :

أولًا : الدعوة السلفية التي يعتبر حزب النور ذراعًا سياسيًا لها لم تمارس العنف قط  تجاه المجتمع ، لأنها تؤمن أنها جزء منه ، تمارس فيه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وتتعاون مع أفراده جميعًا على البر والتقوى .

 كما أننا لم نمارس العنف تجاه الدولة فى وقت كانت الدولة فيه فى قمة استبدادها واضطهادها لأبناء التيار الإسلامي ؛ إيمانا منها أن الدولة ومنشاتها وأجهزتها ملك للشعب ، وأن العاملين فيها جزء من هذا الشعب يوشك أن يعودوا إليه متى زالت الحكومات الاستبدادية ، وقد كان فى ثورة الخامس والعشرين من يناير .

ثانيًا : أن الدعوة السلفية بادرت يوم 28 يناير 2011م فور انهيار الشرطة بتشكيل أول لجان شعبية قامت بتأمين الممتلكات العامة والخاصة ، وشددت الحراسة على منازل ومحلات وكنائس النصارى ، والشهادات على ذلك موثقة معروفة ، كما أن الدعوة ساهمت بشكل كبير فى عودة الشرطة إلى عملها ومساعدتهم في فتح صفحة جديدة مع الشعب .

ثالثًا : أن الدعوة عملت عبر مسيرتها الطويلة بقوله تعالى :"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [المؤمنون: 96] ، ولكن الظاهرة - ظاهرة الترويع الشامل الذى يمارسه بعض الغوغاء اليوم  - لا يملك أحد حيالها أن يعفو ويصفح ، وإلا تحول هذا السلوك الإجرامي إلى قاعدة ، ونكون قد استبدلنا استبداد الدولة - الذى يبقى فيه قدر من العقل- باستبداد ميلشيات البلطجية .

 لا سيما وقد اتضح أن غرضهم ليس الاحتجاج السياسي على قرارٍ ما ، وإنما إسقاط مؤسسات الدولة وإسقاط الأحزاب والحركات المعبرة عن الشعب ، ليبقى الشعب أسيرًا لميلشياتهم بحيث يمكن لكل من امتلك قناة فضائية وتعاقد مع أحد "النخانيخ"  أن يروع الشعب المصري ، وأن يغلق ما شاء من ميادين ويحتل ما شاء من  مقرات حكم وإغلاق ما لا يعجبه من مصالح حكومية ولو كان يؤمها الآلاف يوميًّا كمجمع التحرير .

إن هذه الظاهرة لا يناسبها إلا تطبيق قوله تعالى : " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " [الشورى: 40 : 43]

ومن هذا المنطلق فإننا نحذر كل من تسول له نفسه التعرض لمقاراتنا ، إننا بموجب الشرع  ثم  القانون نملك حق الدفاع عن أنفسنا  ، وسوف نستعمل هذا الحق فى إيقاف أي عدوان وتسليم الجناة إلى الشرطة وملاحقتهم قانونيًّا  ، هم ومن يقف وراءهم ولو من وراء ستار .

 ونخص بالذكر :

(أ‌)                قنوات وصحف الفلول التي تحرض هؤلاء أو تنشر جرائمهم فى صورة استحسان .

(ب‌)           كل من يثبت عنه التقصير والتراخي من قوات الشرطة في أداء عملهم لأننا نريد دولة القانون التي يحتمي فيها كل الأفراد والمؤسسات إلى الدولة ، ولا سيعدنا أن نضطر اضطرارًا إلى الدفاع عن النفس ، ونحن إذ نعلن هذا لا يفوتنا أن نشكر جميع أفراد الشرطة الذين يؤدون واجبهم على أكمل وجه .

رابعًا : أما الاعتداء على المباني الحكومية لا سيما مقارات المحافظات وفوضى إعلان استقلال مدن ومحافظات بمجرد تجمهر عشرات البلطجية أمامها ، وقيام قنوات الفلول بنشر هذة الأخبار الطفولية دونما استنكار ، ثم رفع رايات فى محيط قصر الاتحادية تحمل شعار "جمهورية المحلة" و"إقليم الصعيد" وغيرها من السخافات دون تحرك عملي من الساسة الذين يوفرون الغطاء السياسي والإعلامي لهؤلاء - فهو ارتكاب لجرم الخيانة العظمى التي ندعو الشعب المصري كله لكي نتصدى لها جميعًا .

خامسًا : ما زالنا نؤكد على جميع إخواننا مواجهة الإساءة بالإحسان في جميع تعاملاتهم الشخصية ، كما ندعو الشعب المصري كله أن يزداد المصريُّ تماسكًا فى هذة الفترة العصيبة .

سادسًا وأخيرًا : إذا كان هؤلاء يريدون أن يبثوا فى الشعب المصري الرعب حتى لا يخرج ليصوت على الدستور الذي أعدته جمعية تأسيسية منتخبة من ممثلي الشعب في البرلمان ، بينما كان البعض مصرًّا على أن يكتب الدستور عن طريق جمعية تأسيسية معينة من الحاكم ، حاولوا ذلك عن طريق شعار "الدستور أولًا" ثم الآن يحاولون ذلك عن طريق إفشال الجمعية المنتخبة يتصدرها رجالات الأزهر ورموز المجتمع ، فلما فشلوا لجئوا إلى الإرهاب والبلطجة .

إذا كان هذا هو مقصودهم فإننا نطمئن الشعب المصري بأن الجيش سوف ينزل ليؤمن الاستفتاء كما أمن استفتاء 19 مارس وكل الانتخابات التي تلته ، وعندما ينزل الجيش يدخل البلطجية الجحور ويخرج الشعب المصري الجسور ، كلٌّ يقول رأيه في حرية تامة ؛ لنعبر تلك المرحلة الهامة ونستكمل بناء بقية مؤسسات الدولة .

 أخيرًا : نوجه عناية الجميع من أن يلزم التوبة والاستغفار ، وأن يلهج بالدعاء "اللهم ياحى يا قيوم أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدًا".

والحمد لله رب العالمين

الدعوة السلفية وحزب النور

السبت : 24 من المحرم 1434 هـ

8 من ديسمبر 2012م

www.akasalafy.com

موقع أنا السلفي