الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

قصة من قصص التشيع "معها رد شبهاتها"

انظر إلى هذا التشيع الذي تم من خلال هذه الحوارات لتعلم مدى خطورته، وبالطبع لن نستطيع منع هذه الصور من اللقاءات الفردية

قصة من قصص التشيع "معها رد شبهاتها"
السبت ١٣ أبريل ٢٠١٣ - ٠٩:٤٨ ص
3115

2-جماد ثاني-1434هـ   12-إبريل-2013      

كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيتمسك الكثيرون باستحالة أن يتشيع أحد من السنة، ومِن ثَمَّ يهونون من قضية الخطر الشيعي على مصر!

ويأتي على رأس هؤلاء: "جماعة الإخوان المسلمين"، ويأتي هذا انطلاقًا من انحياز الأستاذ "حسن البنا" -رحمه الله- لقضية التقريب بصورة ما مما أثَّر على أتباعه إلى يومنا هذا؛ رغم أن منهم من اكتوى بناره وتراجع عنه، مثل: الدكتور "مصطفى السباعي" المراقب العام للإخوان بسوريا سابقًا، ومثل: الشيخ "سعيد حوى" أحد كبار منظري جماعة الإخوان، ومن المعاصرين الأحياء: الدكتور "يوسف القرضاوي".

وقصة انتقال الدكتور "القرضاوي" من تبني التقريب إلى الوقوف في وجه الشيعة تحتاج إلى وقفة لعله ذكر بعضها في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء "9-2-2013م".

ومما ذكره:

1- أنه تراجع عن التقريب؛ لأنه أكتشف أن الشيعة يستغلون التقريب في الدعوة إلى التشيع.

2- أن الشيعة أقاموا حسينيات في سوريا متسترين تحت جناح التقريب.

3- أن المال الإيراني يلعب دورًا كبيرًا في قضية التشييع "وأضيفُ: أنه رغم كثرة موارد إيران فإنها تعاني أزمات اقتصادية طاحنة، ويعلل البعض ذلك بكثرة النفقات على التشيع بالخارج!".

4- وقال: إننا لم نكن نعلِّم أبناءنا أن الشيعة لهم رأي في القرآن غير رأينا، ولهم رأي في السنة غير رأينا، ولهم رأي في أمهات المؤمنين والصحابة غير رأينا، وأنه بعد اكتشاف حملات التشييع يجب علينا أن نحصن أبناءنا تجاه هذا الغز والفكري.

وكان الدكتور "يوسف القرضاوي" قد أعلن في تصريحات صحفية له في القاهرة عام 2006م أن مما أذهله أن يتحول رجل من الإخوان المسلمين في مصر ويصبح زعيمًا شيعيًّا، وأشار إلى "أحمد راسم النفيس" مؤلف كتاب: "القرضاوي وكيل عن الله أم عن بني أمية"، وهو واحد ممن يزعمون زعامة الشيعة في مصر، وكان كتابه المذكور هذا صدمة كبرى في أن يوجد شيعة في مصر رغم أن مصر -كما صرح الدكتور القرضاوي في البرنامج المشار إليه آنفًا- سنية مائة بالمائة منذ عصر "صلاح الدين"! -رحمه الله-.

كما كانت الصدمة الأكبر في أن يخرج الشيعة عن تقيتهم ويبدأون هم "بِجرِّ الشَّكل" -كما يقولون-، وقد كان ذلك محاولة منهم لاستثمار الانبهار الشعبي بصراع "حزب الله" مع إسرائيل في ذلك الوقت.

وإليك مقتطفات من مقدمة كتاب "القرضاوي وكيل عن الله أم عن بني أمية" لتدرك كم حقده على الصحابة، وعلى تاريخ الأمة وعلى واقعها، والكره العجيب "للعرب" رغم زعمه أن قضيته قضية منهج؛ لا قضية جنس!

فمن ذلك قوله: "النظام العربي السياسي المسمى بالإسلامي لم يكن يومًا محايدًا في تطبيقه للقوانين التي يفترض تطبيقها على الجميع بصورة متساوية، ولكن هذا لم ولن يحدث!" (ملاحظة: سوف تلاحظ أن الشيعة يستعملون هذه الألفاظ على أنها مترادفة "النواصب - السنة - العرب"، وهذا مما يؤيد أنهم حركة مجوسية).

ثم يقول متهكمًا على أهل السنة ابتداءً من الصحابة وانتهاءً بالأزهر: "فكيف لنا أن نصدق أن هذا النظام ورموزه من رجال أو علماء الدين يمكن أن يكون محايدًا إزاء قضية يراها أساسًا لوجوده وهو ذلك التصور القائم على إقصاء أهل البيت واعتبارهم زائدة عن حاجة المسلمين، وقد أبدلهم الله عن علي بن أبي طالب والحسن والحسين الذين يؤدي التمسك بحبلهم إلى الوقوع في الكفر والشرك بعباقرة من أمثال أبي حنيفة ومالك، وأخيرًا مجدد الأمة "حسن البنا" وتلميذه "القرضاوي"؛ ولذا فهم أهل سنة حيث يمكنهم الرجوع إلى الكتاب والسنة بصورة مباشرة التي جمعها عمالقة أطهار لم يحدث أن اُتهِم أي منهم بتهمة مخلة بالشرف، مثل: المغيرة بن شعبة، وعروة بن الزبير، وابن شهاب الزهري المعين في منصب الإفتاء بقرار أموي" أو من خلال تفسير شيخ الأزهر المعين في منصبه بقرار جمهوري حيادي؟! ثم يحدثوننا عن التخصص والموضوعية والحياد!

لقد تكون وعي الغالبية الكاسحة من المسلمين الذين يطلقون على أنفسهم أو يُطلق عليهم أهل السنة والجماعة وفقًا لنظرية الصفحات البيضاء التي جرى محوها من الذاكرة من خلال منع الحديث عنها أو اعتبارها من المحرمات والرذائل التي ينبغي أن يتنزه المسلم الورع عن ممارستها حيث جرى ملء تلك المساحات الشاسعة أو الفراغات الهائلة ببعض الروايات المفتعلة والمنسوبة إلى رسول لله زورًا وبهتانًا، والتي يحكم ببطلانها العقل والمنطق، مثل: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ(متفق عليه)، وغيرها من الروايات الهادفة إلى إسباغ هالة من القداسة على رموز تلك المرحلة، ومنع العقل المسلم من مجرد التفكير فيها!". وقد حكى الرجل تجربته في التشيع في كتابه: "الطريق إلى مذهب أل البيت"، فعدد بعض محطاته.

فنذكرها باختصار:

المحطة الأولى: الانبهار ببعض رموز الشيعة:

"بهرني ذلك الرجل "روح اللّه الخميني" -رضوان اللّه عليه- منذ اللحظة الأولى، وبهرني ذلك الشعب العظيم الذي يتلقى الرصاص بصدره ويستعذب الشهادة، وضايقني أن يكون ذلك الشعب -منحرف العقيدة- كما وصفه بعضهم من غير المنصفين أو أن تكون هذه الثورة العظيمة مجرد مؤامرة أمريكية كما يصورها آخرون من دون وازع من دين أو خوف من اللّه".

التعليق:

نفس القصة، محاولة الإبهار بالجوانب الشخصية لأحد رموزهم كالخوميني، وحسن نصر الله، وغيرهما... ولا شك أن العصمة من ذلك أن تعلم أن "الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال يُعرفون بالحق"، وأن تطالع قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ(البقرة:204).

ويعصم من هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن الخوارج: (يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ(متفق عليه).

وهم يستغلون وجود ميل فطري لدى البعض للانبهار بكل من كان رمزًا للصمود؛ لذلك لا تتعجب إذا وجدتَ مَن يجمع بين إعجابه بـ"كاسترو" وبين إعجابه بـ"الخوميني"!

ونحن نقول: إن وجود صفة محمودة في رجل لا يعني قبول فكره؛ وإلا لقبلتَ الإلحاد؛ لأن بعض كبار علماء العلوم الطبيعية هم من الملحدين، ومعظمهم في زماننا يدنيون بغير دين الإسلام!

المحطة الثانية: السماع عن بعض أدلتهم وكتبهم:

"التقيت ذات يوم من أيام الأعوام "1404 - 1406هـ / 1983 - 1985م" بأحد الأصدقاء المصريين العائدين من بعثة علمية في بريطانيا، وأخبرني أنه التقى ببعض الإيرانيين أثناء دراسته ودار بينه وبينهم حوار حول الثورة الإسلامية في إيران، وأخبروه أن هناك حديثًا اسمه "حديث الرايات السود" التي تأتي من قِبَل المشرق تمهد للمهدي، واصلت البحث فوجدت روايات أخرى تمدح "الشيعة"، وهي روايات لا تقبل التأويل أو التدجيل، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- في تفسير قوله -تعالى- في سوره الجمعة: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(الجمعة:3)، قال: "هذا وقومه، وأشار إلى سلمان الفارسي"، وهي رواية موجودة في تفسير ابن كثير وتفسير الطبري، وغيرهما"(1).

التعليق:

انظر إلى هذا التشيع الذي تم من خلال هذه الحوارات لتعلم مدى خطورته، وبالطبع لن نستطيع منع هذه الصور من اللقاءات الفردية، ولكن إذا كان مما ابتلينا به من متشيعيين جاء من خلال ذلك الاحتكاك الذي لا نستطيع منعه؛ فيجب علينا أن نمنع ما نقدر على منعه.

والمشاهَد هنا استدلاله بحديث في فضل الفرس: "وهذه شهادة من النبي -صلى الله عليه وسلم- للجنس الفارسي بعلو الهمة، ولكن منهم من يستعملها في الخير كأهل السنة منهم، ومنهم من يستعملها في الشر على درجاته من الكفر والمعاصي".

ثم إن هذا المذهب يعتمد في مجمله على نوعين من الأدلة:

1- أدلة باطلة، مثل: الحديث المكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنا مدينة العلم وعلي بابها".

2- أدلة صحيحة في فضل أهل البيت، ولكنها لا تدل على ما ادعته الشيعة من وجوب أن تكون الخلافة في علي -رضي الله عنه- وذريته، وبناءً عليه كفروا الصحابة لخيانتهم هذا العهد! وما ذكره هنا هو جزء من الأدلة على فضل "آل البيت".

المحطة الثالثة: قراءة بعض الكتب غير الغالية في التشيع:

"كنتُ في سفرة عائلية في أحد أيام صيف عام (1405هـ/1984م)، وعثرتُ في إحدى المكتبات على كتاب عنوانه: "لماذا اخترت مذهب أهل البيت؟"، فاستأذنت في أخذه، لم يكن أحد يعبا به أو يعرف محتواه، أخذتُ الكتاب وقرأته... تعجبت، ثم تعجبت؛ كيف يمكن لعالم أزهري هو الشيخ الأنطاكي مؤلف الكتاب أن يتحول إلى مذهب أهل البيت (ع)، أرقتني هذه الفكرة آونة، وقلت في نفسي: هذا الرجل له وجهه نظر ينبغي احترامها، لم أقرر شيئًا آنئذٍ واحتفظت بالكتاب".

التعليق:

هذا الرجل السوري المشار إليه تحول من السنة إلى الشيعة بعد ما قرأ كتابًا مكذوبًا يُسمى: "المراجعات" نَسبَ فيه أحد مراجعهم واسمه "عبد الحسين شرف الدين" مناظرات فقهية مكذوبة ادعى أنها جرت بينه وبين شيخ الأزهر "عبد المجيد سليم" -الذي كان في ذات الوقت يتعاون معه في ملف التقريب-، وهو ما يدل على أن مذهبهم قائم على الكذب، وأننا يجب أن نحذر أبناءنا من أي كتب تُدفع إليهم؛ فلربما كان فيها أكاذيب أو مناظرات وهمية.

وإذا كان "عبد الحسين" قد استحل واستمرأ أن يكذب على رجل فتح له داره وعاونه في مقصده؛ فكيف بغيره؟! وقد أحسن شيخ الأزهر "أحمد الطيب" حينما أدرك خطورة هؤلاء ومحاولة اتخاذهم الأزهر وسيلة لغزو مصر كما جرى في زيارة "نجاد".

المرحلة الرابعة: ما قبل التشيع "تغلغل الهوى الشيعي ومحاولة إنكار ما عندهم من طوام":

وذكر حوارًا جرى بينه وبين الشيخ "الزنداني" حول خطر التشيع، ويذكر أنه اعترض قائلاً: "قلت: سبحان اللّه يا مولانا، المعركة الآن هي بين الإسلام والعلمانية المدعومة من قوى الكفر العالمي، ولا ينبغي إطلاقًا أن نسمح بمعركة بين الإسلام السني والإسلام الشيعي، ثم سألته: أين كانت الدول الإسلامية السنية وحركة التوحيد الإسلامية السنية تُذبح في طرابلس؟! ولماذا لم يتدخل أحد إلا إيران الإسلامية الشيعية؟! أليس هذا دليل على صحة ما أقول؟!".

التعليق:

حلم الوحدة هو الأمل الذي يداعبون به عوام أهل السنة حتى إذا ما أتوه وجدوا القتل والتشريد -وعلى أقل الأحوال التهميش- كما يعاني أهل السنة في إيران، وكما حدث في العراق، وسوريا وما زال.

ومسألة مساعدة حركات التحرير السنية: فما زالت هي الوسيلة الرئيسية التي يتقربون بها إلى السنة، وإننا نقول هذا وكلنا خجل من غياب المال السني في دعم قضايا التحرير، ولكننا في ذات الوقت لا يمكن أن نعتبر تلك الدراهم التي يدفعونها ثمنًا لعرض أمنا عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين والصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-".

المرحلة الخامسة: الاقتناع بأدلة الشيعة ثم التشيع:

أولاً: الحاجة إلى المذهب المعصوم وتضحيات الشيعة لنقل هذا المذهب الموهوم:

وبعد أن ذكر الخطوات التي استدرج فيها إلى هذا الطريق أخذ يعدد الحجج على صحة هذا المذهب

فقال: "كيف يمكن لأمة أن تحلم بإقامة دوله إسلامية، وهي لا تمتلك مشروعًا فقهيًا أو فقهاء مجتهدين؟! الجميع يعلمون أن المسلمين الشيعة وحدهم هم الذين يمتلكون هذا البناء الفقهي، وهذه المدرسة المتكاملة التي أقاموها على مدى التاريخ عبر العذابات والجراحات، وهي مدرسة تستند إلى فهم آل البيت المعصومين للكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة، ودائمًا كان دليلهم الأقوى وكانت فتاواهم هي الصوب".

التعليق:

وهو في هذه الفقرة يستعمل أحد أهم ما يستندون عليه؛ وهي الجراحات التي لا ندري لماذا لم يجعل منها مقتل عمر -رضي الله عنه- على يد "أبي لؤلؤة المجوسي"؟!

ولا ندري: لماذا لم يجعل منها مقتل طلحة والزبير -رضي الله عنهما- رغم أنهما خرجا من القتال تراجعًا عن قتال علي -رضي الله عنه-؟!

بل لماذا لم يجعل منها مقتل الحسن بن علي -رضي الله عنه- مسمومًا على يد الشيعة الذين لم يعجبهم تنازله عن الخلافة؛ فصار في عرفهم مُذل المؤمنين؟!

إن هذه الجراحات الوهمية من غصب الصحابة الخلافة من علي -رضي الله عنه- أكذوبة لا تنتهض أمام أن عليًا -رضي الله عنه- لم يطلبها أصلاً، وادعوا أن ذلك تقية! ولو كان كذلك لحاول على الأقل تذكير القوم بها كما يفعل الشيعة الآن!

وأما مقتل الحسين -رضي الله عنه- شهيدًا مظلومًا فهم شركاء في الوزر مع قاتله؛ لتغريرهم به، وأهل السنة براء منه -بفضل الله تعالى-.

وأما ادعاء أن أهل البيت معهم الفقه المعصوم فيرده استنكارهم تنازل الحسن عن الخلافة، وما يرونه من أنهم لقبوه -رضي الله عنه- بـ"مذل المؤمنين"، حتى اعتذر لهم بأمور يذكرونها؛ ولو كان معصومًا لاحتج عليهم بالعصمة.

ثم أية عصمة هذه التي تجعل صاحبها يفتي بنكاح المتعة؟!

ومؤخرًا بتنظيم التدخين خلال نهار رمضان بما لا يخل بالصيام!

وأية عصمة تلك التي يفتي صاحبها بتسليم العراق للأمريكان؟!

ثم إن هؤلاء الذين يدعون لهم العصمة يختلفون؛ مما يجعل تناقضهم منسوبًا للدين ذاته بخلاف اختلاف أهل السنة الذي ينسب فيه كل قول لقائله، وهو الأمر الذي عكسه هو لانعكاس فهمه!

ثانيًا: أدلة حديثية مذكورة في بعض كتب السنة "مع الجواب المختصر عنها":

ثم ساق أدلة على تشيعه، وهي -كما سبق أن بيَّنا- بعضها باطل، والصحيح منها يُثبِت فضائل لفاطمة وعلي والحسن والحسين -رضي الله عن الجميع-، وهو مما لا نزاع فيه، وهاك مجملها:

1- قول النبي الأكرم لعلي: سلام اللّه عليه يوم غدير خم بقوله: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ(رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني).

ج- ولا يخفى أنه من فضائل علي -رضي الله عنه-، ولكن ليس فيه ذكر لعقيدة الإمامة التي يزعمون!

2- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي -رضي الله عنه-: (أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي(متفق عليه).

ج- وهو كسابقه، وقد قيل في أبي بكر ما هو أظهر منه، واستخلفه النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، ومع هذا فأهل السنة يثبتون إمامته باختيار الأمة لا بالنص عليه.

3- (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(الحديد:26)، (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا(النساء:54).

ج- وقد ادعى أن الخلافة لم تكن إلا في نسل الأنبياء في جميع الأمم، وهو جهل مطبق وينقضه حواري عيسى -عليه السلام-، ويوشع بن نون غلام موسى -عليه السلام-.

4- آية التطهير: قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(الأحزاب:33)، وما ورد في تفسيرها عن أم سلمة -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ فِي بَيْتِهَا، فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: (ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ) قَالَتْ: فَجَاءَ عَلِيٌّ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْحَسَنُ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ، وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَيْبَرِيٌّ. قَالَتْ: وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هَذِهِ الآيَةَ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، قَالَتْ: فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ، فَغَشَّاهُمْ بِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا، اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا) قَالَتْ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ، إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ(رواه أحمد والطبراني والترمذي، وصححه الألباني).

ج- وليس فيه إلا إثبات فضيلة فاطمة وعلي والحسن والحسين -رضي الله عنهم-، ولا نزاع في ذلك ولكن ادعاء أن هذا دليل على اقتصار وصف "آل البيت" عليهم دون أمهات المؤمنين؛ فمناقضة لمعنى الآية التي وردت في حق أمهات المؤمنين أصالة.

5- حديث: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ وعترتي أهل بيتِي(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

ج- وهذا الحديث يفيد فضل أهل البيت، ويفيد أن إجماعهم حجة كما أن إجماع الصحابة حجة، وإجماع الخلفاء الأربعة حجة على الراجح من أقوال أهل العلم.

6- قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: "أنا مدينه العلم وعلي بابها، ولا تؤتي البيوت إلا من أبوابها".

ج- وهو حديث مكذوب، وعلى فرض صحته فلا يفيد إلا فضل علم علي -رضي الله عنه-، ولا منازع في ذلك.

7- حديث: "من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي، ويتمسك بالقضيبة من الياقوتة التي خلقها اللّه -تعالى- بيده، ثم قال لها: كوني فكانت؛ فليتمسك بولاء علي بن أبي طالب!".

ج- وكما هو واضح علامات الوضع والصنعة بادية عليه.

8- حديث: "والذي نفسي بيده، لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم لقلتُ فيك اليوم مقالاً لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة!".

ج- وهذا كسابقه من وضوح علامات الوضع والغلو والتزيد عليه.

9- ما رواه أبو ليلى قال: "أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية، فوجدته بفناء داره وعنده رهط، فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال: عليك السلام يا سفيان، انزل، فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه، فقال: كيف قلت يا سفيان؟ قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: ما جر هذا منك إلينا؟. فقلت: أنت والله -بأبي أنت وأمي- أذللتْ رقابنا حين عطيت هذا الطاغية البيعة، وسلمتَ الأمر إلى اللعين ابن اللعين ابن آكله الأكباد، ومعك مائة ألف لهم موت دونك، وقد جمع اللّه عليك أمر الناس!

فقال: يا سفيان، إنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به، إني سمعت عليًّا يقول: سمعت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تذهب الليالي والأيام حتى يجمع أمر هذه الأمة لي رجل واسع السرم ضخم البلعوم، يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه، ولا يموت حتى لا يكون له في لسماء عاذر، ولا في الأرض ناصر، وإنه لمعاوية وإني عرفت أن الله بالغ أمره.

ثم قال لي: ما جاءنا بك يا سفيان؟ قلت: حبكم، والذي بعث محمدًا للهدى ودين الحق. قال: فأبشر يا سفيان فإني سمعت عليًّا يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين -يعني السبابتين-، ولو شئتُ لقلت: هاتين -يعني السبابة والوسطى-، إحداهما تفضل على الأخرى، أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث اللّه إمام الحق من آل محمد -صلى الله عليه وسلم-".

ج- وعلامات الوضع ظاهرة عليه، وما فيه من سوء الخُلق المنزه عنه ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، على أن أصل القصة يدل على عدم وجود وصية بالإمامة، ولا عصمة للأئمة؛ بدليل إنكارهم على الحسن، وعدم احتجاجه عليهم.

10 - خروج الحسن مستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس، إن رسول الله عليه -صلى الله عليه وسلم- قال: من رأى سلطانًا جائرًا مستحلاً لحرم اللّه ناكثًا لعهد الله، مخالفًا لسنة رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقًا على الله أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا لحدود، واستأثروا بالفيء وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري".

ج- وهو مِن أظهر الأدلة على انتفاء وجود وصية بإمامة أو عصمة؛ فإن الحسين -رضي الله عنه- ما خرج إلا لوجود مظالم، ولولاها لما خرج على يزيد مما يعني اعترافه بإمامته.

الخاتمة:

قد تكون هذه هي نهاية المطاف في كتاب كهذا؛ إلا أنها "ليست نهاية المطاف في رحلة التشيع"، فثمة كتب فيها من الأكاذيب والأحقاد والشتائم، وفيها من الشركيات والخزعبلات لا تظهر عادة في المراحل الأولى للتشيع.

وقبل أن نختم نعود لرد ذلك الرجل الذي رد على الشيخ "القرضاوي" نستعير منه مقطعًا نرد به على مَن يقول: اسكتوا عنهم -طلبًا لوحدة الأمة!- حيث قال: "وتبقى نقطة لابد من الرد عليھا في مواجھة الذين يرون في ردنا على الشيخ إثارة للفتنة في وقت تحتاج فيه الأمة إلى التوحد ونبذ الفرقة وعدم إثارة الخلافات؛ فضلاً عن ضرورة توقير الشيخ الجليل، إلى آخر ذلك الكلام الذي سمعناه مرارًا وتكرارًا... ومِن ثَمَّ فھم يعتبرون أن ھذا الكتاب يصب في خانة التفريق بدلاً من التجميع المطلوب.

والواقع أننا لا نرى تناقضًا على الإطلاق بين الحاجة إلى توحيد الأمة ومحاربة الغش والتزييف والخداع وطرح الحقائق كما ھي؛ فأغلب هذه القضايا ھي دين قبل أن تكون بحثًا تاريخيًّا سفسطائيًّا مجردًا، والأهم من ھذا هو حاجة الأمة المُلحة لإعادة هذه الطبقة من الشيوخ الذين تعودوا على استسهال الخوض والإفتاء في كل شيء من القملة إلى النملة -والذين يلتف حولھم أشباه المثقفين- إلى حجمھم الطبيعي، وإجبارھم على عدم الكلام دون علم ولا هدى ولا كتاب منير، وھذا لن يحدث إلا إذا واجهوا عدة صدمات ثقافية تھز عروشھم الكرتونية التي اعتادوا الجلوس عليھا، وتعيدھم مرة أخرى إلى التواضع والتأني والتأمل، وعدم الخوض فيما يسمونه علمًا! تلك ھي القضية.

لقد حاولنا في ھذا الكتاب أن نمزق أستار الكذب والتعتيم التي سعت القتلة من بني أمية إلى إسدالھا على الحقيقة، وأن نبيِّن للناس مدى ركاكة القبيلة الأموية المعاصرة، وتھافت منطقھا وتناقضھا في التحليل" (انتهى).

وبهذه الفقرة انتهت تلك الجولة السريعة مع رجل انتقل من السنة إلى الشيعة بكتبٍ وجدها فقرأها، وأشخاص وضعوه على أول الطريق بإشارات خفية!

فهل نتعظ أم نصِرُّ على دفن الرؤوس في الرمال؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الجُمُعَةِ: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ(الجمعة:3)، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلاَثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، ثُمَّ قَالَ: (لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ(متفق عليه).

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي