الحمد لله والصلاة و السلام على من لا نبي بعده ـ صلى الله عليه
وسلم
إن
كثيرًا من المشكلات تحدث في حياتنا بسبب الأنانية و الأثرة و تفضيل الذات و الحسد
و إن حلاً لهذه المشكلات مطروحاً في الكتاب و السنة ألا و هو حب الخير للغير و الذي
يتجلى في قوله تعالى : { إنما المؤمنون أخوة }
و قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( المؤمن للمؤمن
كالبنيان يشد بعضه بعضا حتى تحب لأخيك المؤمن ما تُحبُ لنفسك
) فمن حقوق الأخوة في الدين أن تحب لأخيك ما تحبُ لنفسك و يُسرك ما سره و يسوءك ما
ساءه و لكن في حياتنا و بين إخواننا هل يسُركَ ما سره و يسوءك ما ساءه أم ربما
يُسَرُ أخوك لنجاحه و تميزه و أنت تتميز غيظاً لتفوقه ؟! إن النبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ علق كمال الإيمان بتحقيق هذا النوع من الرباط الأخوي ( لا
يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبُ لنفسه ) عد بعض
العلماء إذا لم تحب لأخيك ما تحب لنفسك فقد وقعت في كبيره من الكبائر و في قول
الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( ما يحب لنفسه
) يعنى من أمور الدين و الدنيا و أحدنا يحب لأخيه أن يدخل الجنة و يدعو له بها و
يبخل عليه بدرهمٍ أو دينار و يحسده على علمٍ حصله أو مالٍ أكتسبه أو منصبٍ حازه و
كأن الجنة أرخص من هذا كله ولا حول و لا قوة إلا بالله . تخيل أخي الحبيب لو أن كل
واحدٍ منا يحب الخير لإخوانه يحب لهم أن يكسبوا و يتقدموا و يتفوقوا و يوفقوا في
الطاعات و أعمال الدنيا و الدعوة هل سنجد سبيل للتحاسد أو التباغض أو التشاحن ؟! أعتقد
لا
و أستحضر هذا المشهد الذي يعكس حسن ظن الصحابة
المؤمنين بإخوانهم ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون و
المؤمنات بأنفسهم خيراً ) في حادثة الإفك و الخبر معروف و
لكن ما معنى ( بأنفسهم خيراً
) المقصود إخوانهم فكأن إخوانك نفسك فكيف تظن بهم أو بها قال أبو أيوب الأنصارى
لزوجته ( أو كنتِ فاعلتِه ؟ ) قالت : معاذ
الله ! فقال فعائشة هي خير منك و لرسول الله صلى الله عليه وسلم خير منى
و
من حب الخير للغير قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا
يبيع بعضكم على بيع أخيه و لا يخطب على خطبة أخيه ) بل يتعدى ذلك
لحب الخير لموتى المؤمنين و أحيائهم ما عرفت منهم و ما لم تعرف فقال ـ صلى الله
عليه وسلم ـ : ( من استغفر للمؤمنين و المؤمنات كتب
الله له بكل مؤمن و مؤمنه حسنه ) لقد نفع نفسه و نفع إخوانه و لا شك
و ذلك من رحمة الله و كرمه و هل نظرت إلى هذا المسكين الذي ليس عنده علم أو مال و
حاز بحسن نيته و إخلاصه مثل الخير الذي عند إخوانه ( مثل هذه الأمة مثل أربعه : رجل آتاه الله مالاً و علما فهو
يعمل في ماله بعلمه , و رجل آتاه الله علما و لم يؤته مالا فقال : لو كان لى مثل
فلان لعملت فيه مثل عمله , فهما في الأجر سواء , و رجل أتاه الله مالا و لم يؤته
علما فهو يتخبط فيه لا يدرى ما له مما عليه , و رجل لم يؤته الله مالا و لا علما
فقال : لو كان لى مال لفعلت فيه بمثل ما عمل فلان فهما في الإثم سواء )
أخي
الحبيب : ليكن شعارك من الآن ( حُب الخير للغير ) فلن تخسر إن شاء الله و الحمد
لله رب العالمين
أنا السلفي
www.anasalafy.com