الاثنين، ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

الموقف الشرعي من الغارة الإسرائيلية على سوريا

السؤال: 1- ما الموقف الشرعي من ضرب إسرائيل لسوريا هل نؤيد أم نعارض -بالتفصيل إن تكرمت-؟ 2- ما حكم الاستعانة بالكفار غير إسرائيل لمصلحة المسلمين المستضعفين المُعتدى عليهم علمًا بأن البعض يزعم أن هذا خروج من الملة ردًا على خطبة للشيخ القرضاوي تحدث فيها ودعا الولايات المتحدة الأمريكية أن تضرب سوريا، وبالفعل استجابت أمريكا وقام ذراعها في المنطقة -إسرائيل- بضرب قوات الحرس الجمهوري السوري، وفي الغارة قتل قرابة 300 منهم 45 من المدنيين، فهل خرج القرضاوي عن الملة بطلبه التدخل من أمريكا؟ وهل وجب تنفيذ حد الردة على الشيخ القرضاوي؟ وإذا كان ذلك جائزًا فما وجه الاعتراض على ما وقع في حرب الخليج من الاستعانة بالكفار لتحرير الكويت؟ نرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.

الموقف الشرعي من الغارة الإسرائيلية على سوريا
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣ - ١٣:٣٦ م
1388

السؤال:

1- ما الموقف الشرعي من ضرب إسرائيل لسوريا هل نؤيد أم نعارض -بالتفصيل إن تكرمت-؟

2- ما حكم الاستعانة بالكفار غير إسرائيل لمصلحة المسلمين المستضعفين المُعتدى عليهم علمًا بأن البعض يزعم أن هذا خروج من الملة ردًا على خطبة للشيخ القرضاوي تحدث فيها ودعا الولايات المتحدة الأمريكية أن تضرب سوريا، وبالفعل استجابت أمريكا وقام ذراعها في المنطقة -إسرائيل- بضرب قوات الحرس الجمهوري السوري، وفي الغارة قتل قرابة 300 منهم 45 من المدنيين، فهل خرج القرضاوي عن الملة بطلبه التدخل من أمريكا؟ وهل وجب تنفيذ حد الردة على الشيخ القرضاوي؟ وإذا كان ذلك جائزًا فما وجه الاعتراض على ما وقع في حرب الخليج من الاستعانة بالكفار لتحرير الكويت؟

نرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فنحن ندين قطعًا ضرب إسرائيل لسوريا، لكننا نرفض أن تكون الغارة تلميعًا للنظام السوري أنه مقصود من إسرائيل مع أنه العميل الأول لها في المنطقة منذ قديم، وأدعو لسماع ما قاله الرئيس السوري السابق "أمين حافظ" مع قناة الجزيرة، وقد سمعتُ بأذني الرئيس المصري "أنور السادات" وهو يقول: "إن كل الخبراء العسكريين يعلمون أن الجولان في حرب 67 قد بيعت لإسرائيل"؛ لأنه أُعلن سقوطها قبل أن يدخلها عسكري إسرائيلي واحد بست ساعات!

فالنظام العلوي هو حارس المصالح الإسرائيلية في الشام؛ فإياك أن تُخدع!

والغارة الإسرائيلية قُتل فيها مَن قتل مِن قوات الحرس الجمهوري السوري الذي هو من جنود فرعون هذه البلاد "بشار الأسد" العلوي الكافر، وعامتهم من العلويين - كانت تغطية للمذابح التي تقع الآن للتطهير العرقي في الساحل السوري في البيضا وبانياس والقرى السنية حول المدن الساحلية، وهي مجازر يُقتل فيها كل يوم المئات من النساء والأطفال والرجال، والعالم كله ساكت، بل لا يشعر أصلاً، ولا يعلم عنها شيئًا!

وهناك أخبار تقول: إن هذه الغارة وقعت؛ لأن الأسلحة التي فيها كانت قد سقطتْ في يد المقاومة السورية، فالله أعلم، لكن لما لم تتساءل: لماذا تترك إسرائيل وأمريكا السلاح الكيميائي في يد النظام السوري كل هذه السنوات ثم تتدخل لضربه لكي لا يصل إلى حزب الله -كما زعموا- أو المقاومة السورية؟! أليس هذا لأجل الطمأنينة التامة أن هذه الأسلحة لن تُستعمل قط ضد إسرائيل، وإنما ضد المسلمين في بلاد الشام؟!

2- والشيخ القرضاوي لم يخرج من الملة، بل لم يخطئ أصلاً في طلبه؛ لأنه يطلب من كافر يدعي مراعاة حقوق الإنسان أن يمنع كافرًا مرتدًا شرًّا منه من الاعتداء على شعبه الأعزل، وهو يوسعه قتلاً وتعذيبًا وتدميرًا مع أنهم إلى الآن لم يتحركوا ولا ذراعهم العسكري -كما قلتَ-؛ لأن التحالف الإسرائيلي مع النظام السوري لا يخفى على ذي عينين.

ولو لم يمكن إنقاذ مسلم مستضعف من يد كافر باغٍ ظالم مجرم إلا بالاستعانة بكافر آخر رأى من مصلحته رعاية حق المسلم المستضعف؛ لوجب ذلك، والوضع بالتأكيد يختلف عن "حرب الخليج" التي كان يمكن فيها الاستعانة بمسلمين يقومون بالدفع عن المظلومين بدلاً من الكفار، بل الحقيقة أن الجنود الذين باشروا تحرير "الكويت" لم يكونوا الأمريكان "وإنما المصريون في المقام الأول"؛ ومع ذلك كان الإصرار على أن تكون القيادة للغرب ولهم بعد ذلك حتى يقولوا نحن الذين حررنا "الكويت"، ثم يأتون بقواتهم في المنطقة كما حدث!

و"صدام حسين" لا يُقارَن شره بشر "بشار الأسد" العلوي وجنوده.

والحاصل شاهد على ذلك.

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي