الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

توضيح من "مجلس إدارة الدعوة السلفية": لماذا تغير موقف "الدعوة السلفية" من الانتخابات الرئاسية المبكرة؟

فقد حاولت "الدعوة السلفية" تقديم حلول سياسية للأزمة الراهنة، وبطبيعة الحال فإن الحلول السياسية تختلف باختلاف الظروف التي تقال فيها،

توضيح من "مجلس إدارة الدعوة السلفية": لماذا تغير موقف "الدعوة السلفية" من الانتخابات الرئاسية المبكرة؟
الدعوة السلفية
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٣ - ٢١:٠٠ م
11147
24-شعبان-1434هـ   2-يوليو-2013      

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد حاولت "الدعوة السلفية" تقديم حلول سياسية للأزمة الراهنة، وبطبيعة الحال فإن الحلول السياسية تختلف باختلاف الظروف التي تقال فيها، ورغم رفض الدعوة للانتخابات الرئاسية المبكرة؛ إلا أنها ونتيجة لضياع المحاولة تلو الأخرى انتهت إلى نصيحة الرئاسة بقبول الانتخابات المبكرة بصفتها أفضل البدائل المتاحة حاليًا.

وهو ما أثار بعض التساؤلات والتي يمكن إجمالها في النقاط الآتية:

1- هل يوجد شرعًا ما يمنع من قبول هذا الاختيار "إذا كان هو أفضل البدائل المتاحة"؟

2- بيان لماذا أصبح خيار الانتخابات المبكرة هو أفضل المتاح الآن؟

3- تلخيص الأحداث التي وصلتْ بنا إلى هذه النقطة... وكيف وصلت المواجهة الآن إلى فريق مؤيدي الرئيس في مواجهة "قطاع عريض من الشعب + الجيش + الشرطة"، والتي تستدعي طرح رؤية تستجيب لمطالب الشعب بدلاً من التلويح أو البدء في مواجهات مع كل هؤلاء!

أولاً: هل يوجد شرعًا ما يمنع مِن قبول هذا الاختيار "إذا كان هو أفضل البدائل المتاحة"؟

الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقنًا للدماء مبنية على الشريعة التي جاءت لدرء المفاسد وتقليلها، وتأسيًا بموقف عثمان بن عفان أحد الخلفاء الراشدين المهديين -رضي الله عنهم- الذين أُمِرنا باتباع سنتهم بعد سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث مَنع عثمان -رضي الله عنه- الصحابة من الدفاع عنه؛ حقنًا للدماء؛ رغم أن الخارجين عليه كانوا من الغوغاء والعامة والدهماء، بل منهم من كان من أتباع "عبد الله بن سبأ"! ومع ذلك حرص عثمان -رضي الله عنه- على حقن دماء المسلمين وعدم قتالهم؛ فهل الرئيس "مرسي" أفضل منه؟!

وهل مَن حوله أفضل من الصحابة -رضوان الله عليهم- حتى تكون دماء المسلمين ثمنًا للكرسي؟!

ثانيًا: بيان لماذا أصبح خيار الانتخابات المبكرة هو أفضل المتاح الآن؟

لقد كانت كل نصائحنا للرئيس قبل ذلك تدور حول تغيير الحكومة وإقالة النائب العام، ولكن بعد قدرة المعارضين على الحشد واستمالتهم للجيش والشرطة أصبح هناك مخاطرة أن نصل إلى نقطة "ارحل"، والتي تعني سقوط الرئيس، بل ومحاكمته وسقوط الدستور، وأما الانتخابات الرئاسية المبكرة فمن الممكن أن يفوز بها الرئيس "مرسي" نفسه لو كانت قدرتنا على الحشد ما زالت على ما هي عليه كما يدعي الإخوان أو على الأقل نستطيع أن نؤيد رئيسًا متعاطفًا مع التيار الاسلامى بدلاً من المواجهات التي حدثت في عدد من المحافظات؛ حيث حدث تبادل لإطلاق النار بين مؤيدين ومعارضين، ثم تدخلت "مدرعات الجيش للفصل بين الفريقين".

كما أن الانتخابات الرئاسية المبكرة تقطع الطريق عن عودة سيناريو "54".

كما أنها تَمنع من إدخال البلاد في مواجهات غير محسوبة تُضيِّع ما في أيدينا من مصالح، وأهمها "حرية الدعوة"، وتمكِّن أعداء الصحوة من تحقيق مآربهم كما حدث في الجزائر، وفي التجربة المصرية في الثمانينيات والتسعينات، فلسنا أقوى من الجبهة الاسلاميه في الجزائر  ساعتها، ومع ذلك عندما دخلوا في مواجهات مع الشعب والجيش بعد إلغاء الانتخابات التي فازوا بنسبة 90% بها لم تفلح هذه المواجهات، وتوقفت الدعوة وعادت إلى الصفر.

ثالثًا: تلخيص الأحداث التي وصلت بنا إلى هذه النقطة:

قبل "25 يناير": كان الإخوان و"الدعوة السلفية" والسلفيون الفرديون يرون أن استعمال العنف مع النظام حماقة، ويرونه مخالفًا للسنن الكونية (علمًا بأن النظام كان يُواجِه بالشرطة فقط ولم يكن يُشرك الجيشَ في المواجهة)، وكانت "الجماعة الإسلامية والجهاد" تواجهان مواجهات عنيفة انتهتْ بمبادرة وقف العمليات في مصر من "تنظيم الجهاد"، ثم "مراجعات الجماعة الإسلامية"، ثم مراجعات د."فضل".

في "25 يناير": تحركتْ فئات من الشعب ثم انضم إليها الإسلاميون تباعًا، وتواصوا جميعًا على عدم رفع شعارات إسلامية؛ وإلا فستكون النتيجة الإبادة الشاملة.

وبعد نجاح "الثورة" قاد الإسلاميون الجماهير، وتعاظمتْ قوتهم حتى فرضوا إرادتهم على الجميع؛ نتيجة قدرتهم على حشد الأتباع، وعلى حصد أصوات المؤيدين.

بعد 25 يناير: استطاع المخالِفون أن ينظموا صفوفهم، وأن يحشدوا مؤيدين خلف شفيق (كان الكثير منها فرارًا من مرشح الإخوان أكثر من كونها تأييدًا لشفيق).

ومع وصول د."مرسي" للرئاسة بدأتْ الأخطاء تزداد حدة، وتمس المطالب الرئيسية لعموم الشعب، وبجهود منظمة ونتيجة سياسة الاستعلاء السافر من الإدارة السياسية بدأت جهود تجييش شعبي ضدهم، حاولنا جاهدين أن نقدم لهم مبادرات وحلول، ولكن دون جدوى؛ فقد قابل الإخوان محاولات الحشد ضدهم بخطاب فيه تلويح بتكفير وعنف!

وبدلاً من تقديم إصلاحاتٍ... خرج "الرئيس" في خطابٍ ليعلن أنه القائد الأعلى للجيش والشرطة ويثني عليهما (مما جعل انقلابهما عليه فيما بعد خصمًا ضخمًا من رصيده وتقوية معنوية شديدة لخصومه).

في "30-6": خرجت الحشود تفوق قدرة الإسلاميين على الحشد، وتتميز بالإضافة إلى ذلك بالتنوع الذي يجعلهم ممثلِين لعموم الشعب، كما انضمت إليهم الشرطة جزئيًّا، وقد تواصلنا مع الرئاسة لمحاولة تقديم أية تنازلاتٍ؛ فلم يبدوا أي اكتراث!

انضم "الجيش والداخلية" إلى الشعب الغاضب، بينما كل تفكير الإخوان في الحشد في الميادين والدعوة للاستشهاد! ونزلت "مجموعات مسلحة مؤيدة" في مواجهة "أخرى مسلحة معارضة" كما في "السويس" ليحدث تطورًا خطيرًا... فبعد ما كانت المواجهات المسلحة أمام المقرات فقط أصبحت في الشوارع المفتوحة!

في هذه اللحظات... أدركنا أن الحلول السياسية الجزئية قد انتهى وقتها، وأنه قد آن الأوان لإسدال الستار على هذا النزيف من رصيد الدعوة الإسلامية عند الناس.

ولا نظن أنه يمكن أن يستقر رئيس بمجموعة مؤيدين مدنيين "مهما بلغ عددهم" في مواجهة شعب غاضب وجيش وشرطة، وفي ظل حكومة فاشلة يزداد عدد المستقلين منها كل ساعة لنبقى في حالة شلل تام، ولا يمكن أن تصبح التجربة الإسلامية أسيرة قيادة تدخل كل هذه المواجهات دون أدنى روية! كما لا يمكن أن نقبل بنظام "إسلامي" يفقد ظهيره الشعبي، ويخاصم كل مؤسسات الدولة، ثم لا يجد له سندًا إلا "مكالمة" من الرئيس الأمريكي!

الخلاصة:

ومع هذا... فالذي يعنينا في ذلك هو أننا لا يمكننا أن نخوض في قتال الفتنة المنتشر في طول البلاد وعرضها.

وأما نصائحنا لغيرنا: فليعمل بها أو لا يعمل... فهذا شأنه.

وكلٌ سوف يسأل عن مواقفه في الدنيا.

والأهم أنه سيسأل عنها أمام الله في الآخرة.


www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي