الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

بيان الدعوة السلفية رقم ( 6 ) بشأن الأحداث الراهنة

في هذه اللحظات تتوجه الدعوة إلى أبناء الحركة الإسلامية جميعا بأن

بيان الدعوة السلفية رقم ( 6 ) بشأن الأحداث الراهنة
الدعوة السلفية
الخميس ٠٤ يوليو ٢٠١٣ - ٠١:٥٦ ص
13937


بيان من "الدعوة السلفية" (6) الصادر في 4/7/2013 بشأن الأحداث الراهنة 

26-شعبان-1434هـ   4-يوليو-2013      

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد ظلت "الدعوة السلفية" خلال أسابيع مضت تحذِّر من تقسيم المجتمع وخطاب الإثارة والعنف والتكفير والتخوين؛ خوفـًا من مواجهة غير مقبولة بين الإسلاميين وجموع الشعب، وهذه المواجهة تَخصم من رصيد العمل الإسلامي خصمًا هائلاً يحتاج لسنوات من أجل إصلاحه بعد أن كان محل ثقة المجتمع بطوائفه ومؤسساته.

لكن الممارسات الخاطئة، والخطاب التكفيري الداعي للعنف باسم "الجهاد في سبيل الله" أدى إلى هذه اللحظات الأليمة في تاريخ الأمة، والتي تشهد عزلَ أول رئيس منتخب وإيقافًا مؤقتًا للعمل بالدستور الذي بذلنا فيه أكبر الجهد نصرة لشريعة الله وإثباتًا لمرجعيتها فيه، وتمييزًا للهوية الإسلامية للأمة، وغيره... "مما لابد من المحافظة عليه في أي تعديل قادم"، فلا يمكن أن يقبل شعب مصر المساس بهذه الثوابت، وهو الشعب المسلم الذي ندافع عنه وننحاز إلى مصالحه، ولا نقبل الاعتداء عليه في دم أو مال أو عرض.

وما يحدث في هذه اللحظات رغم ألمه... إنما نحتمله من أجل دفع ما هو أعظم ضررًا وفسادًا للدين والدنيا من الحرب الأهلية التي كادت أن تعصف بالبلاد، ومن سفك للدماء المعصومة وتخريب للاقتصاد، بل لو لم يكن إلا احتشاد الملايين في الميادين مما يعطل مسيرة العمل في كل نواحي الحياة، ويهدم الاقتصاد؛ لكان كافيًا في أن يفشل أي قائد للأمة في استكمال مسيرتها، فكيف مع وجود الانقسام الهائل والصدام الدموي الذي تسيل فيه الدماء التي حرمها الله؟!

وسفك الدماء قرين الفساد في الأرض بنص كتاب الله: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ(المائدة:32).

فمن أجل إحياء الأنفس خاصة الشباب المسلم الطاهر المحب للدين الذي يدفع البعض به إلى أتون صراع خاسر، ويفقد الدعوة الإسلامية رصيدها في قلوب الناس، كما أنه غير متكافئ بالمرة، والذي لو كان مع كفار -وحاشا للجيش المصري والشرطة المصرية وجموع الشعب أن يكونوا كفارًا- نقول لو كان مع كفار لم يكن مأمورًا به؛ لأنه لا يحقق إعلاء كلمة الله، ولا الحكم بشريعته، بل يبعدنا عن هذا الهدف العظيم الذي نسلك إليه السبل الشرعية، وسنظل نسلكها -بإذن الله-.

ورغم كل المزايدات والتهم التي تُوجَّه إلى "إدارة الدعوة السلفية" و"حزب النور" بالبهتان وبالباطل، فقد تحملتْ كل ذلك صابرة مُحتسبة مُبتغية وجه الله -بإذن الله-، تريد مصلحة العباد والبلاد.

في هذه اللحظات تتوجه الدعوة إلى أبناء الحركة الإسلامية جميعًا بأن يقدروا الموقف حق قدره، ويعرفوا حقيقة ما جرى من تغيير في الوضع السياسي، وأن يتحلوا بالصبر والاحتمال، وألا يلقوا بأيديهم ودعوتهم إلى التهلكة، وأن ينصرفوا من الميادين إلى مساجدهم وبيوتهم، فلا يزال أمامنا عمل طويل.

ولابد لنا من مصالحة مع المجتمع بطوائفه ومؤسساته، نعتذر فيها عما صدر من البعض منا أخطأ طريقه في التعبير والتصرف، لكننا نظن أنه أراد الخير والرفعة للدين والوطن، وليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه.

ليس هذا خذلانًا للمسلمين ولا لولي الأمر المسلم، بل تقليلاً لخسائر الدين والدنيا وجلبًا لأعظم المصلحتين ودفعًا لأكبر المفسدتين بعد أن وصلت البلاد إلى حافة الهاوية، ومن أجل ذلك كان حضورنا اجتماع "المجلس العسكري" مع الرموز الدينية والسياسية.

ما زالت أمامنا فرصة لكي تبقى مصر دولة متماسكة ذات جيش قوي وشعب متدين، وصحوة إسلامية ملزمة لكل العالم الإسلامي، فحذارِ من تضييعها جريًا وراء السراب.

إن جيش مصر الوطني عهدنا معه ألا يفرط أبدًا في "الشريعة وموادها في الدستور والهوية الإسلامية"، ولقد وفـَّى دائمًا بما تعهد به منذ الثورة بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد الشعب، والحفاظ على حرمة الوطن والمواطنين بجميع طوائفهم الذين لا نقبل ولا يقبل جيشنا الوطني وشرطتنا أي تجاوز في حقوقهم وحرياتهم وحرماتهم حتى المخالفين لقرارات القوات المسلحة، فلن تعود أبدًا صورة العهد البائد من الظلم والعدوان على الشعب؛ خصوصًا أبناء العمل الإسلامي الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد على يد نظام "مبارك"، فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء أبدًا -إن شاء الله-.

نهيب بشباب مصر المسلم أن يحفظ دماءه ودماء جيشنا الوطني وشرطتنا الوطنية، وأن يضع يده في أيدي كل طوائف الشعب لبناء مصر الجديدة القائمة على دينها ووطنيتها ووحدتها، وانشغلوا بالعبادة والدعوة والعمل.

حفظ الله مصر من كل سوء.

نسأل الله أن يولي أمورنا خيارنا، ولا يولي أمورنا شرارنا.

اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، وأخرجنا من الظلمات إلى النور.

الدعوة السلفية

25 شعبان 1434هـ

4 يوليو 2013م

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي