الاثنين، ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

الاستدلال بحديث: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ) على تحريم المظاهرات

25-محرم-1435هـ 28-نوفمبر-2013 السؤال: في الحديث عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللهُ بِخَيْرٍ، فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: (نَعَمْ)، قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: (نَعَمْ)، قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: (نَعَمْ)، قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: (يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ)، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ) (رواه مسلم). 1- ما معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ)؟ 2- هل يمكن الاستدلال بهذا الحديث على تحريم المظاهرات عامة سواء ضد النظام الحاكم في مصر أو غيره بما في ذلك "ثورة 25 يناير"؟

الاستدلال بحديث: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ) على تحريم المظاهرات
الخميس ٢٨ نوفمبر ٢٠١٣ - ٢٠:١٩ م
1961

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فهذا الحديث -وأمثاله- مِن الأحاديث التي تدل على طاعة الأمراء "الذين يقودون الأمة بكتاب الله" في الجملة، وإن وقع منهم ظلم وجور على بعض الرعية، كضرب بغير حق أو أخذ مال بغير حق، وتكون مفسدة قتالهم أعظم من مفسدة جورهم ومعاصيهم؛ لكن مع القيد المذكور في الأحاديث، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ مُجَدَّعٌ أَسْوَدُ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا(رواه مسلم)، وقوله: (وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا(رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

2- المظاهرات وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي والتغيير، فحكمها حكم مقاصدها ومآلاتها؛ فمن قصد بها تغيير الواقع إلى ما هو أبعد عن الدين، ومصلحة البلاد والعباد؛ لم تجز، وكذلك "إن آل الأمر إلى ذلك" من البعد عن الدين، والإضرار بمصالح العباد والبلاد، وزيادة الظلم من قتل، وجرح، وسجن، وغير ذلك...

أما إذا كان القصد منها نُصرة الدين، وتغيير الواقع إلى ما هو أقرب من طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- "ولم يترتب عليها فساد في الدماء والأعراض والأموال" - كانت مشروعة، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ولذا لا نقول: إن ثورة "25 يناير" كانت حرامًا، وإنما نقول: الحكم حسب قصد الخارج ونيته، ثم المآلات -كما ذكرنا-. 


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي