الأحد، ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ١٩ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

لماذا نكرر أخطاء غيرنا؟

13-صفر-1435هـ 16-ديسمبر-2013 السؤال: قرأت مسودة الدستور وجزاكم الله خيرًا على جهدكم للحفاظ على الهوية والشريعة الإسلامية -بفضل الله-، وأنا أؤيد قرار الدعوة التزامًا بالمؤسسية، لكن بعض المواد الأخرى خلاف الهوية سيئة للغاية، خصوصًا المواد التي تضع للجيش أو المجلس العسكري سلطات واسعة كمواد تعيين وزير الدفاع، ومجلس الدفاع الوطني، وخصوصًا محاكمة المدنيين عسكريًّا، هذه المواد ستقنن للظلم وسيطرة المجلس العسكري على مقاليد الدولة وبطشه بالمعارض له حاكمًا كان أو محكومًا. وأنا أدرك أننا شاركنا بنعم على دستور (2012) والذي كان به ذات المواد، لكن الوضع الحالي يختلف تمامًا، فالآن الحاكم ظالم مستبد متجبر، ولا يرقب في أحد إلاًّ ولا ذمة؛ فلماذا لا نرفض هذه المواد ونشارك بلا، ونجمع قوى الثورة مرة ثانية ونكسب الشباب الثوري والقوة الشريفة إلى صفنا، فقط لرد الظلم وللدفاع عن أهداف "25 يناير" لا الشرعية؟ أوَلسنا حاليًا نكرر أخطاء الإخوان حينما رضخوا للمجلس العسكري وتخلوا عن الثوار وعموم الشعب؟! أوَليس من الممكن أن يستغلنا السيسي ليحسن صورته أمام العالم ثم بعد نجاح الاستفتاء يلتفت إلينا ويضرب ضربته؟! فلماذا نكرر أخطاء غيرنا؟!

لماذا نكرر أخطاء غيرنا؟
الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ - ١٥:٣١ م
1510

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فليست سيئة للغاية -كما ذكرتَ-.

وأنا أسألك: هل رأيتَ ونحن في ظل دستور (2012م) وزيرًا للدفاع يصدر إنذارًا لرئيس الجمهورية ويمهله أسبوعًا لتغيير الوضع، ثم تكون النتيجة أن يخرج الرئيس يصفهم بأنهم رجال كالذهب ولا يقيله؟! ثم ينذره ثانية خلال 48 ساعة ولا يستطيع التصرف معه!

هل تدرك الواقع أم لا زلتَ لا تراه؟!

أما محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية: فقد كان في دستور (2012م) أيضًا على أن يحدده القانون، وإلى أن يتم ذلك فسيكون وفقًا للقانون السابق في عهد "مبارك"، أو الآن وفقًا لما يصدره الرئيس المؤقت من قرارات بقوانين، فصارت في الدستور في أمور محددة غايتها الحفاظ على هيبة القوات المسلحة العمود الباقي للدولة.

وإن وجد فيهم ظلم أو تعدٍ، فهل تضمن خلو القضاء المدني من ذلك عمدًا أو خطأً؟!

أم أن العدل مرتبط بوصف مدني، والظلم مرتبط بوصف عسكري؟!

أما تقديراتك الأخرى فأعجب من العجب! أي قوى ثورية تتحدث عنها تستطيع أن تحرك بها الجماهير التي تريد الاستقرار بأي ثمن؟! ولا يجوز لنا أن نتحمل مفسدة متيقنة حاصلة لندفع مفسدة متوهمة مستقبلة؛ فافهم هداك الله!

ولا أوافقك على ما تصف به النظام بأنه لا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة؛ فهذا وصف الكفار -وأحذرك من الجرأة على التكفير-، مع أني أنكر صورًا من الظلم والفساد أعرف وجودها، وارجع إلى التصريحات والفتاوى والبيانات لتعرف إنكارنا لها. 


www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي