الاثنين، ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

الجمع بين حديث: (لا تزال طائفة من أمتي... )، وحديث: (فاعتزل تلك الفرق كلها... )

السؤال: كيف يمكن الجمع بين حديث: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) (رواه مسلم)، وحديث حذيفة -رضي الله عنه- الذي فيه: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) (متفق عليه). وذلك من خلال: 1- إذا تحتم وجود جماعة من المسلمين ثابتة علي الحق إلى قيام الساعة فكيف نفسِّر وجود زمن لا يوجد فيه جماعة، وينبغي اعتزال الفرق كلها فيه؟ 2- يوجد على الساحة عدة جماعات لكل منها فكر ومنهج مختلف في التغيير، والكل يقول إن منهجه هو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فهل من الممكن أن يكونوا كلهم داخلين في الطائفة المنصورة والفرقة الناجية أم أن الحق مع بعضهم فقط؟ 3- ما هي صفات الطائفة المنصورة؟ وما ينبغي على المسلم عمله للوصول لها؟ وما الواجب عليه إن علمها؟

الجمع بين حديث: (لا تزال طائفة من أمتي... )، وحديث: (فاعتزل تلك الفرق كلها... )
السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤ - ١٨:٥٤ م
2109

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- الحديث: (فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ... )، أي في المحِلة التي يكون فيها السائل أو الباحث عن الحق، وإلا فهي لا تنعدم من الأرض كلها؛ للحديث الآخر: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ).

والاعتزال كذلك هو لمَن لم يجد في أرضه على الخير أعوانًا، ولا يستطيع الوصول إلى أهل الحق؛ إما لعجزه عن الوصول إليهم، أو لعدم علمه بهم، وليس أنه يكون عامًا في الأرض كلها في زمن معين يُسمى زمن الاعتزال، بل هو حال للبعض لا يجد إلا أهل البدع والضلال.

2- العبرة بالحقائق لا الدعاوى، وبالمضمون لا العنوان فقط، ولن تتمكن من التمييز إلا إذا تعلمتَ الكتاب آية آية "على الأقل من تفسير مبسط"، والسنة حديثًا حديثًا "على الأقل أحد كتب السنة المشروحة بكلام السلف: كصحيح مسلم"، وكذلك تتعلم مسائل التوحيد والإيمان، ومسائل الفقه والعمل، ومسائل السلوك والأخلاق مسألة مسألة.

ولا يلزم أن يكون الحق مع طائفة بعينها في جميع المسائل، فإن الأمة في مجموعها هي المعصومة بإجماع علمائها، وليس طائفة منها بمعصومة، ولكن مَن كان أقرب إلى الحق؛ كان في الأغلب موفقًا مسددًا من الله.

3- هم مَن كان على مثل ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، والواجب لزومهم والتعاون معهم على البر والتقوى.(راجع بحث العمل الجماعي).

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي