الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا مِن الشرك اللفظي مع سلامة المعتقد، والواجب على المسلم أن يحافظ على سلامة ألفاظه كما يحافظ على سلامة معتقده، ويلزمه أن ينسب الفضل إلى ربه، وينسب النعمة إلى مَن كانت منه.
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:22)، قَالَ: الأَنْدَادُ هُوَ الشِّرْكُ، أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى صَفَاة سَوْدَاءٍ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ: وَاللَّهِ وَحَيَاتِكَ يَا فُلانُ، وَحَيَاتِي، وَيَقُولُ: لَوْلا كَلْبَةُ هَذَا لأَتَانَا اللُّصُوصُ، وَلَوْلا الْبَطُّ فِي الدَّارِ لأَتَى اللُّصُوصُ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: مَا شَاءَ اللَّهُ وشئتَ، وَقَوْلُ الرَّجُلِ: لَوْلا اللَّهُ وَفُلانٌ، لَا تَجْعَلُ فِيهَا "فُلانَ" هَذَا كُلُّهُ بِهِ شِرْكٌ" (تفسير ابن كثير 1/ 196).
أما ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْلاَ أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) مع ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في الحديث مِن أنها شفاعة، وهي معلومة المعنى عند السامعين أنها سؤال للرب -عز وجل-؛ لا يتوهم منها معنى غير صحيح، ولا يمنع أن نقول في الكلب والبط: "لولا فضل الله علينا أن جعل الكلب ينبح والبط يصيح لسرقنا اللصوص".
www.anasalafy.com
موقع أنا السلفي