الاثنين، ١٣ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

تشبيه موقف "جماعة الإخوان" بموقف عثمان بن عفان -رضي الله عنه-!

السؤال: كتب بعض مؤيدي الإخوان والمدافعين عنهم على "الفيس بوك" هذه العبارة: "يجوز التنازل عن الحكم للمسلم الصالح، ومثال ذلك: الحسن ومعاوية -رضي الله عنهما-، ولا يجوز التنازل للفاسدين أو المنافقين، ومثال ذلك: عثمان -رضي الله عنه- والخارجون عليه". كأنه يشير إلى أن موقف الإخوان مماثل لفعل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، مع أني قرأت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشَّر عثمان -رضي الله عنه- بالجنة على بلوى تصيبه، وأمره بعدم الاستجابة لمن أراد خلعه، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: (يَا عُثْمَانُ إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ لَهُمْ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني). لكن الذي أريد أن أسأل عنه هو: 1- هل يقاس على موقف عثمان -رضي الله عنه-؟ وأيهما نقدِّم موقف عثمان -رضي الله عنه- أم موقف الحسن بن علي -رضي الله عنهما- الذي تنازل لمعاوية -رضي الله عنه- عن الخلافة؟ وما الجواب على مَن يدعي أن موقف الإخوان مثل موقف سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وأنهم يتمسكون بالخلافة كما فعل عثمان -رضي الله عنه- الذي فضَّل أن تراق الدماء -كما يزعمون- على أن يتنازل عن الخلافة؟ 2- كيف نفهم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ) (متفق عليه)، لأني لما تكلمتُ مع بعض الإخوان عن أن أمريكا تؤيد قطر، وقطر بها أكبر قاعدة أمريكية رد عليَّ بهذا بالحديث الشريف، وأن هذا مِن تدبير الله للمسلمين أن يسخِّر أمريكا أو غيرها لينصر بها الإسلام في بعض الأزمنة أو بعض الأمكنة، وليس في كل زمان ومكان. فهل كلامه صحيح بهذا الاستدلال؟

تشبيه موقف "جماعة الإخوان" بموقف عثمان بن عفان -رضي الله عنه-!
الأحد ١٨ مايو ٢٠١٤ - ١٩:٠٢ م
2115

السؤال:

كتب بعض مؤيدي الإخوان والمدافعين عنهم على "الفيس بوك" هذه العبارة: "يجوز التنازل عن الحكم للمسلم الصالح، ومثال ذلك: الحسن ومعاوية -رضي الله عنهما-، ولا يجوز التنازل للفاسدين أو المنافقين، ومثال ذلك: عثمان -رضي الله عنه- والخارجون عليه".

كأنه يشير إلى أن موقف الإخوان مماثل لفعل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، مع أني قرأت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشَّر عثمان -رضي الله عنه- بالجنة على بلوى تصيبه، وأمره بعدم الاستجابة لمن أراد خلعه، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: (يَا عُثْمَانُ إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمِيصًا فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ لَهُمْ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

لكن الذي أريد أن أسأل عنه هو:

1- هل يقاس على موقف عثمان -رضي الله عنه-؟ وأيهما نقدِّم موقف عثمان -رضي الله عنه- أم موقف الحسن بن علي -رضي الله عنهما- الذي تنازل لمعاوية -رضي الله عنه- عن الخلافة؟

وما الجواب على مَن يدعي أن موقف الإخوان مثل موقف سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وأنهم يتمسكون بالخلافة كما فعل عثمان -رضي الله عنه- الذي فضَّل أن تراق الدماء -كما يزعمون- على أن يتنازل عن الخلافة؟

2- كيف نفهم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ) (متفق عليه)، لأني لما تكلمتُ مع بعض الإخوان عن أن أمريكا تؤيد قطر، وقطر بها أكبر قاعدة أمريكية رد عليَّ بهذا بالحديث الشريف، وأن هذا مِن تدبير الله للمسلمين أن يسخِّر أمريكا أو غيرها لينصر بها الإسلام في بعض الأزمنة أو بعض الأمكنة، وليس في كل زمان ومكان. فهل كلامه صحيح بهذا الاستدلال؟

الجوب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فعثمان -رضي الله عنه- منع الصحابة وأبناءهم مِن الدفاع عنه مِن أجل ألا يُسفك فيه دمٌ "وهو دم الثوار المفسدين ومَن يقاتلهم"؛ فهل ترى ما نحن فيه مِن هذا الباب أم عكسه؟!

وأما أصل المسألة؛ فهي مبنية على مراعاة المصالح والمفاسد جملة، وليس فقط أن يتنازل عن الحكم للمسلم الصالح، بل لو كان تقليل الشر والفساد في أن يتنازل لمن يقل ظلمه عن الظلم الذي يقع بسبب الاقتتال والفتن؛ لكان ذلك هو المشروع.

ثم هل كان الإخوان بحالهم الذي سبق صالحين للحكم وسط هذه الصراعات؟!

هل كانوا قادرين على إقامة الدين أو سياسة الدنيا بالدين؟!

بل لم يكونوا قادرين على سياسة الدنيا بغير الدين، وأوشكت البلاد -لمن يعلم حقيقة ما وصلتْ إليه- على الدخول في "حرب أهلية"؛ بسبب سياساتهم -هداهم الله-.

2- لو كان هناك مَن يظن أن الأمريكان يؤيدون الإسلام "خاصة في زماننا وظروفنا هذه"، وهو يرى ما يحدث في بلادنا وغيرها؛ فلا وجه نهائيًّا لمجادلته.

وأتعجب مِن سؤالك عن احتمال صحة استدلاله على واقعنا!

www.anasalafy.com 

موقع أنا السلفي